لقد أصبح حل الحدث السوري –باعتقادي- جلياً بعد الخطوة التنفيذية الثانية لمنظومة البريكس في مواجهة الغطرسة والعدوان الصهيوأمريكي على سورية، متجسداً بنجاح بارز في إفشال الهيمنة الأمريكية على السياسة النقدية العالمية وتخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن صناعة الأعداء لتوحيد جهودها وحلفائها لمواجهة التكتل العالمي الجديد الذي فرض سيطرته على الساحة العالمية نتيجة حاجة شعوب العالم للعدالة الدولية المفقودة.
لقد تبلور حل الحرب ولم تعد باقي التفاصيل الصغيرة التي يوسوس الشيطان بها إلا مسألة إكمال لطريقة إخراج الحل في سورية، وقد أتت الآن قمة العشرين لتؤكد صوابية الرؤية بتوقيتها وزمانها من عدمها، حيث:
1- إن حجم الدمار الذي لحق بسورية هو الرقم الذي سعت إلى تحقيقه المنظمات الدولية منذ الأيام الأولى للأحداث في سورية والتي لم تكن بعد قد اتخذت الطابع الإرهابي الظاهر حالياً، فأخرجته كرقم متنبأ به.
2- إن الولايات المتحدة قد أكملت جمع أدواتها لمواجهة العدو الجديد بأسلوب مستحدث من الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، وقد تجلت استكمال عدتها ببداية تحجيم خطورة الاتحاد الأوروبي والذي تم عبر:
a. إغراق أوروبا باللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين والمخترقين من أجهزة الاستخبارات العالمية والمفخخين ببعض الإرهابيين المترقبين للحظة الصفر لإغراق بلدان أوروبا بالدماء طوعاً لسيدهم الصهيوأمريكي.
b. انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وهي التي كانت خارج منطقة اليورو أصلاً.
3- إن منظومة البريكس قد انتقلت إلى خطوات تنفيذية أكثر تقدماً في إعلان وجودها وسيطرتها على القرارات العالمية وقد دعم هذه الخطوات التواجد الروسي والصيني في الأراضي السورية.
4- إن الحدث التركي في إخراج الدور الجديد للحكومة التركية من داعم وممول للإرهاب في سورية إلى ضرورة وقف الإرهاب كشرط ضروري للحفاظ على تركيا، والمترافق مع غباء بعض القوى المسلحة الكردية قد حمل أكثر من رسالة صريحة في التحولات العالمية التي تشير إلى وقف أي نشاط عسكري في إشغال القوة العسكرية للبريكس في سورية، رغم عدم الإشارة إلى إيقاف النوايا العثمانية والكردية في المنطقة.
5- إن التباطؤ المتعمد في نمو الاقتصاد الصيني قد أحرج القوة الاقتصادية الأمريكية ومقدرتها في السيطرة المطلقة على أسواق النفط بمعزل عن تأثيرها في الداخل الأمريكي وأسواق حلفائها في أوروبا والمنطقة العربية.
6- إن التسابق على ثروات أفريقيا يجب أن يسبقه اقتسام كعكة الشرق الأوسط بغض النظر عن حجم المكاسب المتحققة، فحجم الدمار الذي لحق بمنطقة شرق المتوسط قد أغنى جيوب مافيات المال في العالم وإن اختلفت حجم المكاسب الأولية نتيجة العسكرة، لأن مكاسب تصدير التنمية لهذه المنطقة سوف تفي بتحقيق باقي المكاسب المتوقعة.
7- إن الانتصارات المتلاحقة التي حققتها الجمهورية العربية السورية سواء أكانت على صعيد إنجازات حماة الديار وبعض المناطق في ريف اللاذقية وحلب والقنيطرة ودرعا، وأخرها رسائل إسقاط مجموعة الطائرات الصهيونية والتي لم يعلن إلا عن واحدة منها فقط، أم على المستوى الاقتصادي والمتمثل بقدرة فائقة على تطويع أدوات السياسة النقدية في ضبط سعر الصرف والتي تشير ضمنياً إلى قدرة كبيرة على التأثير في الأسواق المجاورة إن رغبت بذلك، قد أكدت مضمون الاعتراف العالمي الضمني بانتهاء الحدث السوري وأن توقيت إعلان الانتصار لم يعد مهماً في هامش التقادم الزمني للمكاسب المتوقعة بالنسبة لهم، بمقدار أهميته لنا لوقف نزيف الدم السوري الطاهر على أرض الشام المباركة.
*باحث في السياسة والاقتصاد(سورية)