2025-05-23 11:02 م

نصف جواب أمريكي لنصف هزيمة ،، إلى الهدنة در

2016-09-21
بقلم: محمد توتونجي
بنصف جواب أمريكا تصنف " جند الأقصى " إرهابياً لتستبق لقاء كيري-لافروف ، نصف جواب هو بمثابة نصف الهزيمة ، وبعد أن اضطرت إلى تصنيف" النصرة " إرهابية بعد الإعلان عن التفاهم الروسي الأمريكي ، وحاولت الخديعة مجدداً ، وانفجر بالونها الاختباري لصبر الحلف السوري الروسي بعملها الإجرامي في دير الزور بردٍ قاسٍ من عمليات مشتركة للطيران السوري الروسي في ريف حلب والقنيطرة ودير الزور ، ورسالة صاعقة على أجنحة صواريخ كاليبر بتدمير غرفة الموك في " دارة عزة " التي كانت سداسية الأبعاد باستهداف ثلاثين ضابط استخباراتي من ست دولٍ ، " أمريكا – بريطانيا – إسرائيل – تركيا – السعودية – قطر " ، والتي لم تكتفي روسيا بالقيام بها فحسب ، ولكن نشرت المعلومة والخبر اليقين وقد كانت قادرة على الاحتفاظ بها ، وتجعل تلك الدول تبتلع الصفعة بسكونٍ ، ولكنها أصرت على إظهارها لزيادة الضغط عليهم ، ولم تستطع تلك الدول حتى إنكاره أو تأكيده لئلا تلتزم برد على هذا العمل ، لأنها تعلم يقيناً بأنها ستكون عاجزة بالرد على الرد ، الذي ستكون نتيجته الحتمية حرب كونية لا يعلم أحدٌ ماهيتها. وتم استلام بريد الصورايخ ، ورد عليه ببريد ديبلوماسي كان آخره رد كلام أوباما عن عدم إمكانية حل الأزمة في سورية عسكرياً ، تلك الرسالة التي تعادل إنكسار كبيراً أمام الديبلوماسية العسكرية الروسية ، والتي عصفت بدوائر القرار الأمريكي الذي يعيش حالة من الفوضى الديبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية العارمة غير المسبوقة بتاريخه في وقت حرج من الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، فهذه الرسالة التي أطلقها أوباما كانت على طبقتين : الأولى موجهة للحلف السوري الروسي الإيراني والقوات الحليفة لطرق باب الهدنة من جديد والتي أكد الناطق بـاسم الولايات المتحدة الأمريكية بان كي مون بأنها لم تمت ، وأكد كلامه هذا كيري. والطبقة الثانية لصقور الحرب في أمريكا وعلى رأسهم أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي وصقوره في البنتاغون ووكالة الاستخبارت المركزية الأمريكية الذين كانت لهم اليد الطولى في إدارة الحرب في سورية والمنطقة مع أدواتهم من السعودية إلى تركيا ، الذين حاربوا وعملوا بكل جهد على نسف الإتفاق الروسي الأمريكي لقناعتهم بإمكانية حسم الحرب عسكرياً ، وأظهروا عدم قدرة أوباما على حسم الملف ، لأن أوباما فعلياُ هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس وزرائها حسب الدستور الأمريكي ، فـ " كيري " السياسي والذي كان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي والذي أصبح وزير خارجية أوباما يعتبر أن هذا الملف الذي وقعه وصنعه هو ختام حياته السياسية ولا يريد أن يفشل به ، بينما يدير أشتون كارتر هذا الملف على أساس أنه باكورة عمله في القيادة ، الأمر الذي أظهر للعلن الفوضى السياسية والديبلوماسية والعسكرية في الإدارة الأمريكية مؤخراً على مستوى العمل والتصريحات بين البيت الأبيض والإدارة العسكرية الأمريكية ، وما يؤكد هذا الكلام هو الاجتماع المغلق الذي قاده أوباما مع لجنة الأمن القومي والدفاع الأمريكية قبل يومين بعد ضرب دير الزور. الأمريكي يعلم جيداً أن هذه هي الفرصة الأخيرة له بين نصف الهزيمة أو الخسارة الكاملة ، نصف الهزيمة شعارها إلى التفاهم مع الروسي و شعارها " إلى الهدنة در " وبداية الحل السياسي للحرب السورية وفق شروط السوري الروسي مع حلفائهم ، وهو يدرك اليوم أنه يفاوض ويواجه بوتين المنتصر بحزبه " روسيا الموحدة " بالغالبية الساحقة وسيطرته على الرئاسة لولايات جديدة ثابت الخطى ، وقد أعلن النصر من يوم ضم جزيرة القرم ، وها هو يثبت النصر بإدخال القرم في الانتخابات البرلمانية ويسحق كل الخصوم ، أو أن يرضخ للصقور ويعرقل الحل وتكون الواقعة لأن الحروب عادة لا تنتهي إلا بأمرين ، بفوز أحد المتحاربين أو بإتفاقية أو هدنة او مفاوضات أياً كان اسمها ، والحرب بينهما هو القرار الممنوع عند كلا الطرفين. كما أن الأمريكي يقرأ ويفهم جيداً عمليات القضم على المستويين السياسي والعسكري بشكل متوازٍ ومدروسٍ ، فبمقدار ما يحققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه على مستوى الجغرافية السورية وإلحاق الهزائم بالمجاميع الإرهابية وقياداتهم الدولية على مستوى غرف الموك والدعم الفني واللوجستي والتسليحي والإمدادات بالمقاتلين ، وبقضم وهضم متدحرجين في أرياف دمشق وحلب واللاذقية وحماة وحمص ودير الزور والقنيطرة ، بذات المقدار يتقدم الروسي ديبلوماسياً وسياسياً في قيادة المفاوضات والحصول على التنازلات تباعاً. وبالتالي فإن ما يحدث اليوم في المفاوضات الروسية الأمريكية ما هو إلا تنظيمٌ وترتيبٌ للانسحاب بنصف هزيمة لهم وانتصارٌ تامٌ كاملٌ لنا ، نقول انتصار تام لأنه ما لم يستطيعوا أن يأخذوه على طول ما يقارب ست السنوات من أعتى الحروب الكونية على سورية لن يأخذوه عبر السياسة ، وإن جل ما سيحصلون عليه هو ما قد كان عرضه الرئيس الأسد ، من حوار سوري سوري في دمشق ، وتشكيل حكومة موسعة تضم كل أطياف السوريين فقط ، وهو انتصار لكل السوريين لأن الجميع هم أبناء هذه الأم ، وعندها تكون الأم قد استعادت أبناءها إلى حضنها ، وإن كانوا قد عقوها لمدة من الزمن ، وأن كل ما ظنوا أنهم حققوه من انتصارات على أرض سورية ما هو إلا سرابٌ في قيعةٍ ، فما حققوه هو مجرد إجرام وتدمير ، ولكن على الطرف الآخر ما حققناه هو تثبيت خياراتنا ، وتأكيد على انتصار مبادئنا ، وتطهير لأرضنا ووطننا من جراثيم و بكتيريات كانت تنخر في جسدنا بلدنا من الداخل ، وتسببت لنا في حمى ولكن نسي الجاهلون أن ارتفاع حرارة الجسد أثناء الحمى تساعد على قتل المرض وطرد مسببات المرض منه وموتها. وها هي الأم السورية اليوم تعلن انتصاراتها بتلك المصالحات التي تثبت فيها بأن الدولة السورية هي صاحبة اليد العليا وهي التي تعفو عند المقدرة ، وبأنها الأم الحاضنة لجميع أبنائها ، مع قدرتها على العقاب الصارم. في الختام لا بد لي من أوجه كلمة لكل أهلنا السوريين الذي صبروا وصابروا بالقول بأن ما نصرنا إلا صبر ساعة ، وبأن زمن الهزائم قد ولى وآتى زمن الإنتصارات.