2025-05-23 03:35 ص

في حضرة تشرين..

2016-10-04
بقلم: مها الشعار
هل كان تشرين يعلم إنه سيكون عنواناً للنصر وهل كان على معرفة بأن السادس منه في كل عام هو على موعد مع منبعان من منابع الفخر العربي النبع الأول ولادة الخالد حافظ الاسد عام 1930 والنبع الثاني ولادة القرار العربي 1973 المتمثل بحرب تشرين التحريرية هذه الحرب التي زلزلت اسرائيل والتي كانت تحسب نفسها قوة لاتقهر فجعلها الخالد تغير حساباتها فأصبحت تبدأ به وتنتهي به وباتت مضطرة لان تحتاط لرد فعله المحتمل. فحرب تشرين اوضحت للكل بأن اسرائيل غير قادرة على حماية نفسها مااجبر امريكا على تبنيها واعلانها ولداً غير شرعي امام الجميع. وفي حرب تشرين اعطى الخالد للعرب درساً بأن التضامن العربي هو السبيل الوحيد للقوة والطريق الأوحد للنصر ولكن عقولهم الصغيرة المسكونة في أشباه رجال لم تستوعب تلك الفكرة وباتت العروبة تستصرخ منهم وترفض ان ينتسب اسمها لهم فهم مستعربين حمالين للخزي والعار. وللخالد مقولة حق حين قال (لقد كنت اشعر عند الحديث عن امجاد العرب وتاريخهم ان هذا التاريخ مقطوع من حاضرنا كان اشبه بالاسطورة فجاءت حرب تشرين ووصلتنا بهذا التاريخ وان هذا الوصل هو اعمق انجازات الحرب) وعندما يأتي التاريخ ويسرد قصة تشرين يغص صوته حزناً فقد كان النصر فيها منعقد للعرب كاملاً لهم مكتملاً بتضامنهم ولكن الثغرة التي تأجروا عليها وقدموا ادعائهم بعجزهم عن ردمها غيرت مسار الحرب فاصبحت حرب تحريك لا تحرير وجاء بعدها طلب وقف اطلاق النار فجعلت الفرحة غير كاملة فكان ذلك خزي وذل للمتخاذلين وفخر وعز لقائد يكفيه بانه اتخذ قرارها التاريخي. حال تشرين في الماضي يشبه تشرين الأن فإسرائيل مازالت والى الأن توجعها تلك الضربة ووالدها الروحي الامريكي يتقطع حزناً عليها ولان من طبع العرب الخيانة مدوا لهم يد القذارة فصافحتهم يد الغدر واعدوا مااستطاعوا من ظلم وارسلوه الى سورية هدفهم اسقاط مبادئ القوة مبادئ السلام مبادئ التضامن فيضمنوا بذلك حماية كاملة للعدو الاسرائيلي وحماية مصالح المستعربين معهم فهم حاولو بكل مافيهم اسقاط قيم ومبادئ الخالد فلم يستطيعوا فقال سيادته في اكثر من مناسبة (انه لن يسقط واذا حصل ذلك فإنني ادعوا الشعب بكل جدية الى قتلي لن اصم نفسي بتوقيع معاهدة سلام مع اسرائيل اريد ان اموت وانا راض عن نفسي) وهذا ماحصل والأن رغم مافعلوه على ارض سورية الحبيبة لن ينالو من ارض العرين فالقائد الخالد موجود في روحنا في عقلنا في جلساتنا وقيمه التي ربانا عليها مازلنا نحفظها منهجاً وايماناً.. لقد علمتنا أيها الخالد دائماً ان نسمو فوق جراحنا وان نكون اكبر من الألم علمتنا ان المصيبة والشدائد لاتضعف الشعوب وتقول الحكمة ان (الولد سر ابيه بل قال بعضهم عين ابيه) لذلك سنكمل المشوار مع امل سورية القائد البشار فلا خوف معه على قلب العروبة النابض.