2025-05-23 02:52 ص

وجهة نظر أمريكية ( أفضلية ) إسرائيل على الدول العربية !

2016-10-08
بقلم: محمد عياش* 
سُئل الرئيس الأمريكي الأسبق / ليندول جونسون / عام 1967 م في غلاسبور، لماذا تؤيد الولايات المتحدة الأمريكية ( إسرائيل ) ضد الدول العربية على الرغم من أن الدول العربية غنية بالمصادر التي تحتاجها أمريكا ؟ فأجاب جونسون : إننا نؤيد ( إسرائيل ) لسبب واحد فقط : " أنها تظهر بمظهر المدافع عن مصالحنا". هذا السؤال كان موجه من / جون روح / الايرلندي الأصل , ومساعد الرئيس جونسون في الستينيات من القرن المنصرم. طبعا ً لا يجوز لأحد التفكير بتقليل أهمية تواجد ستة ملايين إنسان , يتميزون بالنشاط والتنظيم الدقيق والانضباط , واستغلال الفهم المعلوماتي , وقيادة كبرى وكالات الإعلام , كما يركزون على المفاصل الأكثر حساسية للمجتمع الذي يعيشون فيه , ويقدمون خدماتهم كلها لمصلحة ( إسرائيل ) حتى لو كانت هذه الخدمات متعلقة بالأمن الأمريكي العسكري والاستراتيجي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وحتى الأمن الروحي. أجل ستة ملايين جاسوس إسرائيلي على الأرض الأمريكية , ولهم الدور الفعال والمؤثر في ميادين الحياة الأمريكية , كمالا يجوز لأحد إغفال عامل الغطرسة الإسرائيلية في التعامل مع الأمريكيين , نتيجة السياسة التي تتبعها المنظمات الصهيونية و ( إسرائيل ) ضد الأمريكيين بدءا ًمن رئيس البيت الأبيض وانتهاء ً بأستاذ الجامعة ومرورا ً برجال الاقتصاد والصحافة والفكر والعلم وخبراء الاستراتيجية وصولا ً إلى العاملين في دور الثقافة والمعلومات والبحث. في الحقيقة هذا التشابك أو التداخل في العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية لا يعود في كثير من عوامله إلى قوة اللوبي الصهيوني على الأرض الأمريكية , كما أنه لا يعتمد على عناصر كثيرة تعود في أساسياتها إلى قوة ( إسرائيل ( والقناعة الأمريكية بها , أنها ( حامية ) مصالح الولايات المتحدة , أو أنها) واجهة الديمقراطية الغربية ) أو أنها ( كنز استراتيجي ) لأمريكا والغرب 0 بل يعود هذا التداخل إلى الإرادة الأمريكية أولاً وإلى التأثير التوراتي ثانيا ً , والتواجد اليهودي منذ عام 1636 م في أمريكا ثالثا ً , وتوزع الأدوار بين المنظمات الصهيونية رابعا ً , ولأن أمريكا كانت في أربعينيات هذا القرن بحاجة إلى قاعدة لها في المنطقة , لتظهر بمظهر القوة العالمية التي لها دور أساسي بين قوى العالم. فكان دعمها غير المحدود لــ ( إسرائيل ) خامسا ً , ولأن اليهود بملايينهم الستة انتظموا في أكثر من / 4050 / منظمة !! لا عمل لها إلا إقامة جسور الحقد على العرب في أمريكا. إن هذه العلاقة الخفية أو كما يصفها / هنري كيسنجر / " بالمجهول الذي يحكم أمريكا " لم تعد خافية على أحد , ذلك أن العلاقة التي بدأت بسرية تامة عام 1636م ولم تخرج إلى العلانية وعلى شاكلة اتفاقات مكتوبة إلا في عام 1956 م , عندما وقع الرئيس الأمريكي / إيزنهاور / اتفاقية مع ( إسرائيل ) ترتكز على بندين أساسيين أولهما التعاون التقني والعسكري والمادي , وثانيهما التعاون في مجالات الذرة. كما توجد على الأرض الأمريكية دلائل تشير إلى قوة هذا ( اللوبي ) فقد فرضت أسماء على مناطق تعتبرها الصهيونية العالمية بعضا ً من حقوقها الثابتة , أو من المواقع التي تتضمنها توراتهم اليهودية – وفي حقيقة الأمر إن غالبية هذه الأسماء مسروقة من التراث العربي – ومنها ( أريحا ) في ولاية الآباما , و ( عدن ) في أريزونا , ( والسامرة ) في اياهو , و( الخليل ) في داكونا الشمالية , وبحيرة ( سيناء ) في داكونا الجنوبية , و ( الأردن ) في ألينوي , و(اليشا) في رود ايلاند و ( سدوم ) في أوهايو , ( بيت لحم ) في بنسلفانيا , و ( كنعان الجديدة ) في كونيكتيكت , و ( ضاحية غوشين ) في يومنغ , وهناك 15ستوطنة تحمل أسم صهيون , و 4 مستوطنات في أربع ولايات تحمل اسم ) القدس ) , ومالا يقل عن 27 مدينة وقرية وضاحية تحمل أسم ( سالم ) .!!! والمؤشر الأكثر وضوحا ً على التجاهل والاستخفاف والعلاقة الخفية هو قيام واشنطن بأعمال التغطية والتعتيم على تاريخ الإرهاب الصهيوني , حتى ولو كان ضد الأمريكيين أنفسهم !! وليس حادث السفينة الأمريكية ( ليبرتي ) بعيدا ً , ومع هذا كان التجاهل الأمريكي الرسمي له متعمدا ً , في الوقت الذي أدرك فيه المسؤولون في الحكومة الأمريكية (( أن الهجوم الإسرائيلي كان متعمدا ً على السفينة )) في البحر الأبيض المتوسط عام 1967 م وهو الحادث ذاته الذي قُتل فيه 24 من البحارة الأمريكيين !! وتجاهلت أيضا ً متعمدة قيام إسرائيل بتهريب عدة مئات من الكيلوغرامات من اليورانيوم من مفاعل ( ناميك ) في ولاية بنسلفانيا الأمريكية في الستينات. !! إن من ينتظر " التغيير " الذي طرحه الرئيس الأمريكي المودع / أوباما / عليه مراجعة التاريخ والتحليل والاستقراء الحقيقي لكل الرؤساء الأمريكيين , سيجد في النهاية أنهم لا يملكون القدرة على قيادة الولايات بحرية كاملة , ولا يستطيعون أن يفرضوا أي قرار لا تحبذه إسرائيل أو لا يتماشى مع سياستها , وبالتالي الحديث عن السلام وراعية السلام يتوقف على إسرائيل بالدرجة الأولى , وقد قال مثل هذا الكلام نائب وزير الخارجية الأمريكية / جورج بول / من عام 1961 إلى عام 1966 قال مستشهدا ً بقول أحد المشاركين في المفاوضات المصرية – الإسرائيلية : " إن محاولة مساعدة ( إسرائيل ) للسير في طريق السلام هي كمن يحاول إبعاد دراجة عن طريق قطار قادم , بينما يصر الصبي الذي يركبها على تشغيل ( البدّال ) إلى الخلف – أي أن – ( إسرائيل ) مصرة على محاولة إرجاع العجلة إلى الوراء , وهي لا ترجع بهذه الطريقة , وبذلك ستنتحر " إذا ً فالآلية السياسية التي تتحرك ضمن مسار العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية , تتبع خطا ً بيانيا ً كثير التعاريج , إلا أنها في المحصلة تصب في المجرى الذي جعلته ( إسرائيل ) عاما ً لخدمة مطامعها في مواصلة الغزو والتوسع. إن التواجد الإسرائيلي في قلب الوطن العربي فلسطين هو بمثابة الكنز الحقيقي للولايات المتحدة على حد تعبير الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان , وهذا ما يفسر التغاضي الأمريكي عن كل الجرائم والتوسع , وبالتالي لا يمكن فصل الأطماع الأمريكية عن أطماع الشرطي الإسرائيلي الذي يقف بأمر من السيد الكبير ( أمريكا ) ولا يمكن لأمريكـا أن تقف في وجه الكيان الإرهابي مهما حدث؟! .
*كاتب ومحلل سياسي خريج جامعة دمشق