بقلم: اسلام الرواشدة
نفتقد الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات، فالتحديات تضرب الساحة الفلسطينية من كل جانب، والثوابت في دائرة الخطر الجدي، والانقسامات والصراعات أصابت الجسد الفلسطيني بالوهن، واستقلالية القرار تعصف بها الاحقاد وظلم ذوي القربى واللاعبون بمصير شعبك تمايلا من حضن الى آخر.
في ذكرى رحيلك أيها القائد الرمز، لن نخفي سوء الحال، وتدهور الأمور، والانحراف عن البوصلة، فالنسيج الاجتماعي في خطر، والمقدسات تحت معاول الهدم والتهويد، والمدينة المقدسة باكية حزينة، لا اهتمامات بها ولا اسناد، وآهات الالم تنبعث من جنباتها وهي ترى أبواب التطبيع تفتح مع من يحتلها ويحاصرها، فالتحالفات مع غاصبي القدس تتواصل، والتهميش طرق أبوابها منذ رحيلك، وتوطين اللاجئين بدأته قوى التكفير الوهابية، والعثمانية الجديدة، وحق العودة لم يعد مطلبا على قائمة أولوليات كل الجهات، فالاجندة التي يجري تسويقها غريبة مشبوهة، والحركة التي حافظت عليها، في دائرة الويلات والمصائب سرقة وانقساما، تهان على أيدي المحتكرين والمقاولين والصبية، انه الظلام يزحف أيها الرمز، يزحف على الوطن والشعب، وغابت المصالح الوطنية لتحل محلها، المنافع الشخصية وحرب المواقع، وبناء المحاور والاصطفافات في خنادق مبعثرة متنازعة يفرشها المال السياسي والرشى المالية، ووعود التحكم في استزلام مبتذل ورخيص.
ونحن نؤكد حبنا لك وتقديرنا غير المحدود لمواقفك الشجاعة الوطنية والقومية، الا أننا حزينون لرحيلك، فنحن نفتقدك، ونصدقك القول بأننا في خطر، فالمسيرة تتقاذفها الأمواج، الخلل موجود ومعالجته طالت، والرغبة في اصلاحها معدومة والامال تبددت، وننتظر من رب العباد سيرا على هداك، من الغيورين الحريصين غير الممتهنين للانحراف واللهاث وراء المصالح والارتهان للغرباء.
في ذكرى استشهادك أيها الرمز نتمنى أن يسير أولو الأمر على هديك، متمسكين بما زرعته من فضائل وصدق وتضحيات في نفوس شعبك وتراب وطنه، درءا للاخطار وصدا للرياح العاتية والتحديات الظالمة، حتى لا يقع الخراب ويستشري النفاق والارتداد في ساحة تعدت بدماء العظماء والمناضلين الأحبة.
من واجبنا، ومن حبنا وتقديرنا الكبير لك، أن نصدقك القول، فهذه هي الحقيقة، في زمن الردة والحقد وعمى البصيرة الذي يلف البعض، مسلكيات سوداء وتجاوزات خطيرة، ومسارات شر وذل ومهانة، وهضم حقوق وجهد، مما يعزز برامج الاعداء ومخططات الخصوم وزحف الأعراب غير المقدس.
في ذكرى رحيلك أبو عمار أيها القائد الخالد، شعبك الصابر المفاضل يفتقدك، ويدعو لك وستبقى في قلوبنا، فانعم في جنات الخلد.