هل هو خبر جديد إذا قرأنا في الصحف وفي وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والالكترونية أن هيلاري كلينتون المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية قد مهدت الطريق لانتشار الإرهاب في ليبيا وهل يعتبر شيئاً غريباً إذا علمنا أن الرئيس أوباما يعزف على ذات الأوتار قبل كلينتون وهو لا يختلف كثيراً عن الرؤساء لسابقين الذين يدعمون الإرهاب من وجهة نظر أن ذلك يدفع الشر عن الولايات المتحدة الأمريكية ويوجهون البوصلة باتجاه الدول التي تقف في وجه إسرائيل ليصبح الإرهابيون أداة لإضعاف تلك الدول وجعلها غير قادرة على مقاتلة الكيان الإسرائيلي المحتل .
هل نستشف من ذلك أن ثمة مخططات كانت ترسم منذ زمن بعيد للمنطقة وقد كان ما جرى ويجري يصب في ذلك الاتجاه الذي يجعل حسب رؤية كل المرشحين للرئاسة الأمريكية أن امن الكيان الغاصب خط احمر ولهذا فإن من لا يحدد بوصلته في ذلك الاتجاه فلن يكون له الحظ بأن يتربع على عرش الرئاسة في بلاد العم سام ولذلك فإن كل المرشحين نراهم يؤكدون أن امن الكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية ليس مجالاً للنقاش وعلى هذا فإن المخططات الصهيو أمريكية التي تصنعها أدمغة إسرائيلية هي التي تدير الدفة من وراء الكواليس ولعل الأحداث التاريخية التي جرت في المنطقة تؤكد أنها تسير في طريق واحدة هي الحفاظ على أمن ذلك الكيان الذي كان ولا يزال يرتكب المجازر اليومية في الأرض المحتلة فلسطين ولعلنا نلحظ أن الحرب الأمريكية على العراق الشقيق وإزاحة صدام حسين لم تكن عملاً عبثياً بل تم التخطيط له عبر سنوات طويلة وخاصة أن القطر العراقي الشقيق كان من الدول القوية والذي يمتلك ترسانة من الأسلحة وجيشاً قوياً في المنطقة العربية استطاعت العقول والأدمغة الإسرائيلية بالتعاون مع الـ سي آي ايه أن تسير في عدة مراحل للقضاء عليه و على جيشه ليكون في النهاية بلداً ضعيفاً ومنهاراً ويعاني أمراضا كثيرة وأهمها مرض الطائفية الخطير الذي يقسم البلد ولا يجمعه فكانت الحرب الأمريكية في وقت لاحق بعد أن استطاعت الـسي آي ايه الدخول واختراق العراق من الداخل واخترعت سبباً كامتلاك العراق لترسانة الأسلحة النووية للقضاء على ما تبقى من العراق الذي فهم أن كل ما يجري على أرضه هو لعبة دنيئة وخطيرة الهدف منه كسر شوكته وتدمير جيشه القوي .
وفي الوقت الذي لم تفلح فيه التهديدات الأمريكية لسورية في تلك المرحلة ومطالبة القيادة السورية بالخنوع والخضوع للاملاءات الأمريكية عبر وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول بقيت سورية محافظة على موقعها وصمودها ودعم المقاومين في حزب الله في لبنان الذي هزم الكيان الإسرائيلي في أكثر من حرب وأهمها حرب تموز في عام 2006 والتي اعتبرت هزيمة القرن التي جعلت الكيان الإسرائيلي غير قادر على أن يقوم بأية حرب في المنطقة العربية ولهذا فقد تحركت الإدارة الأمريكية في لعبة الربيع العربي فأسقطت عدة أنظمة وقيادات عربية في اليمن وتونس وليبيا ومصر وكلها كانت عبر الإرهابيين والمتأسلمين الذين تدربوا في الخارج وقاموا بالدور المطلوب منهم في تلك الدول ولم تفلح تلك المؤامرات على سورية بالرغم من السيناريوهات الكثيرة التي وضعتها العقول المخربة في الإدارة الأمريكية وبقيت سورية صامدة وشوكة في حلق المتآمرين وكلنا يذكر تصريحات هيلاري كلينتون التي طالبت المسلحين وبكل وقاحة بأن لا يرموا السلاح وان يستمروا بقتال الجيش العربي السوري لإسقاطه وإسقاط الدولة .
هل يمكن القول أن هيلاري كلينتون قد قالت ما قالت من عندها أم أنها تماشي المخططات الدنيئة التي وضعت للمنطقة العربية .
المؤكد أنها تقول ما يعطى لها وهي تعبر عن إدارة غارقة بالدم السوري حتى النخاع وهي وكل من يعمل في الإدارة الأمريكية فمن يتبجحون بشعارات الحرية ليسوا سوى أناساً أنيقين أصحاب قلوب سوداء لايريدون الخير للمنطقة العربية والدليل هو أنهم لا يريدون للحرب السورية أن تنتهي بل يريدون المزيد من الدمار والخراب لأن كل ذلك يصب في مصلحة الكيان الغاصب ولكن ترى هل سيرتاح الكيان في يوم من الأيام !!!
*كاتب وصحافي سوري
marzok.ab@gmail.com