2025-05-22 08:36 ص

دونالد ترامب .. الجليد لا يوقف النهر!

2016-11-14
بقلم: محمد عياش*
بوصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض , فائزا ً على منافسته من الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون , يُسدل الستار على العملية التي تابعها معظم سكان الأرض , لتبدأ التكهنات والتخمينات حول سلوك الرئيس القادم من عالم الأعمال والاقتصاد إلى عالم السياسة , والآمال معقودة على التغيير عموما ً , وخصوصا ً ما يلامسنا نحن ما يسمى سكان الشرق الأوسط . الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته الديمقراطي باراك حسين أوباما , كان ينُظر إليه بشقين اثنين , الأول , كونه الرجل الأول من الأصول الأفريقية , والذي استبشرت كثيرا ً من الدول من العالم الثالث به , كونه ينحدر من القارة السمراء , لما فيها من الكد والشقاء والعذابات .. وبالتالي يمكن أن تتميز فترة حكمه بالسماع لنداء المظلومين في العالم , والشق الثاني , التعويل على أصوله الإسلامية , ونحن كدول ما يسمى الشرق الأوسط كان أملنا فيه كبيرا ً , وخصوصا ً بعد خطابه الأول في جامعة القاهرة , إلا أنه وبعد أن شارف على الوداع , لا أعتقد أن أحدا ً في منطقتنا يمكنه أن يشكر أوباما أو يمدحه . وحول صلاحيات الرئيس الأمريكي , وبالتجربة تبين أن الرئيس الأمريكي مجرد ( ديكور ) لأن القرارات المصيرية والمفصلية لا تكون من صلاحياته , ولكن بدوره يمكن أن يقدم رأيا ً فيها , وهذا ما لمسناه من الماضي القريب حول قرارات أوباما والتي جوبهت من مجلس الشيوخ والنواب بـ ( الفيتو ) , وبدوري أحاول تقديم ما يبرر هذه الإدعاءات . في الستينيات من القرن الماضي , عارض الرئيس جيمي كارتر سياسة إسرائيل الاستيطانية في الضفة الغربية , مما زاد غضب رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك مناحيم بيغن , والذي هدده بالعقوبة بقوله :" سأعاقب كارتر , وأريد أن أخبره عن الذي يدير البيت الأبيض " . فكان من جيمي كارتر التراجع عن التصريحات ولم تكتف إسرائيل بذلك إلا بعد الاعتذار ! , وأيضا ً عندما حاول الرئيس الهوليودي رونالد ريغان التخلص من المضايقات اليهودية بالبيت الأبيض , كان الرد بمحاولة اغتيال استهدفته شخصيا ً لكنه نجا بإعجوبة , وبعد المحاولة الفاشلة فهم ريغان الدرس , فقرر التوقيع على الاتفاقية الاستراتيجية في مجال الذرة والتكنولوجية النووية مع إسرائيل . وحتى قصة الرئيس جون كندي الذي اغتالته يد الغدر اليهودية .. والقصص كثيرة وآخر ما أود تقديمه كدليل , وفاة الرئيس الأمريكي روزفلت في منزل اليهودي برنارد باروخ !! . إن حقيقة وصول الرئيس الأمريكي , تعتمد كليا ً على الإرادة الصهيونية التي تدير خيوط السياسة الداخلية والخارجية , وكل المرشحين في المرحلة الأولى لا يمكن تسجيلهم في هذا السباق دون المرور من اللوبي الصهيوني , وبالتالي تتركز الجهود وتتكثف القدرات حول الأشخاص الذين لهم ميول في التركيز على أمن إسرائيل , فأوباما فاز بالانتخابات في أوائل التسعينيات عندما أعلنها صراحة أنه مؤمن بإسرائيل قبل قيامها , وهذا الرئيس الفائز والمنتشي بالنصر ترامب , قدم وعدا ً بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس , وزاد بذلك على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة أبدية للدولة العبرية , فعن أي استقلال رئاسي نتحدث ؟ . اعترف الرئيس الأمريكي هاري ترومان , والذي عُرف عنه بالقابلة القانونية لولادة إسرائيل , عندما قال :" لقد اختارني القدر لأشهد ولادة إسرائيل . هو نفسه الرئيس وقبل أن تنتهي ولايته , وعندما ضاق ذرعا ً من التدخلات الصهيونية في الولايات المتحدة صرخ قائلا ً:" إن السيد المسيح لم يستطيع أن يلبي مطالب اليهود , فكيف أستطيع فعل ذلك ".. وهذا اعتراف كبير وكبير جدا ً وله أهميته بخصوص التدخل بكل مفاصل الحياة الأمريكية . لا أعتقد أن الرئيس الأمريكي الجديد , قادر على التغيير المطلوب , ولا أعتقد أيضا ً أن الملفات الساخنة والقضايا المعقدة يمكن أن تلقى حلولا ً على المديين القريب والبعيد , وكل ما يمكن قوله أن السياسة الأمريكية التي تستهدف المقاومة والفكر المقاوم ستستمر , والدعم والتسليح اللا متناهي للكيان الصهيوني سيستمر أيضا ً , وأكثر ما يستفيد منه ترامب المنصب الذي سيمنحه التوسع بالأسواق والممتلكات , وزيادة في المطاعم والفنادق وملاعب الغولف , ولا يمكن له ولا لغيره أن يمنع نهر الاستمرار بالغطرسة والهيمنة على العالم عن التوقف .
*كاتب ومحلل سياسي