2025-05-23 11:04 ص

أمريكا ترامب هل يحدث التغيير؟

2016-11-17
بقلم : طالب زيفا 
إن المتتبع للسياسة الأمريكية خلال العقود الخمسة  الماضية وتحديدا منذ انتهاء الحقبة السوفييتة 1991 وتلاشي التوازن الدولي وظهور القطبية الأحادية (التفرد الأمريكي)والذي أصبح العم سام يحاول أن يفرض ثقافته وهيمنته على مقدرات الشعوب جارا القارة العجوز (أوروبا)لتنفيذ سياسة(شرطي العالم)الذي يقدم إنموذجا (للحرية والديمقراطية والفوضى الخلاقة ، واقتصاد عابر للحدود). وهنا السؤال الذي يطرح بحدة هل فعلا يمكن أن تتغير السياسات الأمريكية بمجرد تغير الرئيس؟وهل ستتحول الإدارة الأمريكية من(البلطجة )وتجاوز مواثيق الأمم المتحدة وانتهاك سيادة الدول وتطبيق سياسة(المعايير المزدوجة)؟وأسئلة كثيرة يمكن طرحها حتى على مستوى الداخل الأمريكي من تفرقةعنصرية باتت تقض مضجع المجتمع الأمريكي،عدا عن التفكك القيمي وتلاشي العدالة والأزمات الاقتصادية التي تعصف بكبريات الشركات والكارتلات والتي تقتات على أموال الشعوب والديون الباهظة التي تثقل كاهل الميزانية الأمريكية(حوالي17)ترليون دولار للصين واليابان ودول الخليج النفطيةأي تعادل ميزانية أمريكا السنوية تقريبا وهي(17500)ترليون دولار ،ويبدو بأن الحروب وبيع الأسلحة هي من يؤجل الإفلاس الأمريكي وربما الانهيار الاقتصادي،بالرغم من أن الناتج القومي الأمريكي يعتبر الأول عالميا شكلا وليس مضمونا مع منافسة من عدة دول كالصين واليابان وألمانيا.... إذن عوامل ضعف تعتري الاقتصاد الأمريكي وعوامل قوة(مجمعات تصنيع السلاح وخلق بؤر توتر في شتى بقاع العالم وجره إلى سباق تسلح(الشرق الأوسط)مثالا حيا وواقعيا ولا نريد أن نطيل في هذا الأمر كون الكل يعلم كم ينفق (مجلس التعاون الخليجي)على التسلح...... نعود إلى الإضاءة على التساؤلات المطروحة هل فعلا يمكن لأمريكا أن تتغير مجرد تغير الرئيس أو مجلس الشيوخ والنواب؟ من يقرأ تاريخ الإدارات الأمريكية ديمقراطية كانت أم جمهورية سيستنتج (مع الأسف)بأن أمريكا تتغير للأسوء وليس للأفضل وفق مقاييس الاستقرار والأمن الدوليين ويجاهر بها الأمريكان باستعلاء وفوقية(السوبر مان)ويذكرنا (بحمائم وصقور الكيان الإسرائيلي )الذين يتناوبون على السلطة وتتغير الرؤوس ولا تتغير السياسات الإسرائيلية لأن الكل متطرف والكل يسعى لمصلحة الكيان ويرفض السلام مع العرب. والخدعة وربما المغالطة التي يتوهم البعض بتغير إيجابي نكون كمن يأكل في منامه لأن جماعات الضغط واللوبيات ومصالح الشركات الكبرى والكارتلات هي من يحدد السياسات لكافة الرؤساء وليست سياسة الرئيس لأن الإدارات محكومة بضوابط وهامش اتخاذ القرارات المصيرية ليس لشخص الرئيس فقط.فالمصالح والبراغماتية هي التي تقود أمريكا  ضمن (سكة قطار)والرئيس الأمريكي يقود القطار كسائق ولكن ملزم بسرعة محددة ومحطات لا يمكن تجاوزها أو الخروج عنها حتى لو رغب بذلك. ولكن أمريكا لم تعد خلال السنوات الخمس الأخيرة هي نفسها لأن نظاما عالميا متعدد الأقطاب بدأ يفرض نفسه وعتاة الدبلوماسيين ورؤساء سابقين لأجهزة المخابرات يدقون ناقوس الخطر بأن(الحقبة الأمريكية)بدأت بالزوال وربما ترامب سيقص شريط بداية النهاية لهذه الحقبة لأن أمريكا ربما تعبت وأتعبت العالم وربما سيكون العالم أكثر أمانا واستقرارا بعد أن يستقيل(العم سام)ويعترف بأن شرطي العالم تأخر في التقاعد ولم تعد الكرة الأرضية يمكن أن تحكم فقط بالقوانين الأمريكية ونهب الشعوب فليس الصينيون (هنودا حمرا)وليس الروس من شعوب (المايا) وليس الألمان من( الاستك). نحن في سورية ومعنا بعض العرب نأمل أن يحدث تغيرإيجابي في أمريكا في مكافحة الإرهاب الذي تم الاستثمار به وتوظيفه وعدم الاستمرار في دعم انتشار الإرهاب الصهيوني والوهابي التكفيري والذي يهدد قيم التسامح ويكفر الآخر المختلف ويدعو لقتله وبالتالي نريد أفعالا لخدمة الاستقرار والأمان لأن الإرهاب يجب وضع حدا له لمصلحة العالم برمته وكفى اذدواجية المعايير.أسئلة كبرى لا يمكننا الإجابة عنها ولا نرغب بأن نرى نصف الكأس الفارغ ولا نعول على تغيير يخدم مصالحنا لأن التاريخ علمنا بأن قوتنا وإيماننا بأوطاننا يجبر الآخرين على تغيير مواقفهم. ويمكننا القول في هذا السياق في ظل التغيرات التي تعصف في العالم وما أصاب بلدنا من إرهاب موصوف مدعوم أمريكيا ووهابيا وعثمانيا وصهيونيا يجعلنا نتخذ موقف الحذر لأن تجربتنا مع الإدارات الأمريكية السابقة لكن   ،هل  يصدق ترامب في وعيده عندما قال بأن(بقرة حلوب جف ضرعها وحان ذبحها)؟وهل تدعه جماعات الضغط أن يحارب داعش وأخواتها ومموليهم؟أسئلة كثيرة نتمنى أن تجد إجابات مختلفة عن قناعاتنا المسبقة ونكون على(خطأ)ونرى إجراءات وأفعال ترامب بإدارته الجديدة وأن تتوقف الإدارة الأمريكية عن دعم الإرهاب على الأقل وعدم دعمه ؟!! 
*الباحث في الشأن السياسي