2025-05-22 02:02 ص

لا ضمانات عند دي ميستورا .. الا ورقة ممهوره بدماء اطفال حلب ..

2016-11-22
بقلم: جمال محسن العفلق
وصل الى دمشق المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا وهذه المره لا يحمل حقيبة كبيره انما ورقة واحده تتحدث عن حكم ذاتي لشرق حلب ، ببساطة طرح المبعوث الدولي هذا الطرح واعتبر انه فتح مغارة الكنز للسوريين حيث يتلخص المقترح بوقف العمليات القتالية أو بمعنى أكثر دقة أن يتوقف الجيش السوري عن محاربة الإرهاب والسماح للجماعات الارهابية التي تسيطر على شرق حلب بإقامة حكم ذاتي لا يهم ما نوعه او من يتبع ولكن المطلوب ان توافق الحكومة السورية على انشاء كيان ارهابي في خاصرتها الشمالية ويحكم هذا الكيان تلك الأرض مقابل ان تتوقف العمليات العسكرية . وهذا الطرح لا يحتاج الى تفسير او تحليل لانه ببساطة هو منطقة عازلة فشلت كل القوى الاقليمية والدولية بفرضها على الجيش السوري وهو بهذا يريد وبعد ست سنوات من الحرب ان يقدم السوريين مكافأه للجماعات الارهابية بتركهم يحكمون ارض ليست ارضهم ويصبح لهم كيان رسمي فيما بعد قد يطلق علية اسم امارة شرق حلب !! بالتأكيد ان رجل بعمر المبعوث الأممي وبخبرته السياسية والدبلوماسية لا يمكن ان تنفجر عنده مثل هذه الأفكار الا لسببين لا ثالث لهما .. إما ان الرجل يعاني من مرض عقلي ما افقده خبرته السياسية الطويله او انه استلم مبلغ كبير من المال جعله ينسى تاريخه السياسي والدبلوماسي ليأتي الى حكومة ذات سياده وطنية ويطلب من وزيرة خارجيتها ان ينسى وشعبة كل الشهداء والتضحيات ويتنازلوا عن اكثر من ربع مليون مواطن واراضي لجماعات ارهابية لا عقيده لديها الا القتل والتخريب . إن رفض الحكومة السورية لهذا المقترح امر طبيعي ولكنه غير كاف ، فالمبعوث الأممي اليوم كما الامس لم يكن محايد في مهمته ، مما يستدعي ان تقوم الحكومه بالمطالبة والضغط على الاطراف الدولية والامم المتحده لعزل مبعوث ابسط ما يمكن القول عنه انه يخدم مصلحة اصحاب مشروع تقسيم المنطقة ، وهذا اعتداء على السياده الوطنية لبلد عضو في الامم المتحده وفيه حكومة شرعية وبرلمان ورئيس دوله ودستور وتجاهل المجتمع الدولي لجرائم العصابات الارهابية واخرها قصف مدرسة ابتدائية واستشهاد عشره اطفال هو امر اعتدنا علية ولكن من ناحية اخرى له تفسير ان تلك الجماعات الارهابية ورغم ان المبعوث الاممي يسعى لمنحها ادارة ذاتية للمناطق التي تسيطر عليها الا انها أبت الا ان تكشف للعالم مدى حقدها وغرقها بدماء الابرياء في سورية ، ولسان حالها يقول نحن لا يعنينا اي شئ في هذا العالم وسندمر الحجر والبشر فهذه الجماعات وان اختلفت الاسماء ومصادر التمويل هدفها القتل من اجل القتل فكيف سيكون الحال اذا ما اعطيت فرصة او استراحة لتجميع قواتها ؟ وماذا لو ان السيد دي ميستورا يريد من مشروع الادارة الذاتية ان يجد مخرج للدواعش الفارين من الموصل وتحويل منطقة شرق حلب عاصمة لهم ومركز ايواء للقتله ؟ ويحسب للمبعوث الدولي شيئ واحد أنه اثبت لنا اليوم أن حربنا اليوم في سورية ضد الارهاب ومقاومة مشروع التقسيم ذلك المشروع الذي لم تستوعبة المعارضة معتقده ان من يدعمها ومن يدعم الارهابيين في سورية هدفه دعم ما اطلق علية اسم (الثورة السورية ) تلك الثورة التي لا تشبه شيء من اسمها ولا تحمل اي معنى من معاني الاخلاق والعطاء ، حتى عندما نشر في الاعلام عن اقتراب موعد عقد مؤتمر للمعارضة في دمشق خرجت الاصوات الرافضة لهذا المؤتمر دون فهم للتغيرات الدولية والاقليمة وبدون ادنى حد من المسؤولية الاخلاقية لترفض مثل هذا المؤتمر مكرره مطالبها القديمة بتغيير النظام قبل الشروع بأي عملية سياسية ، هذه المعادلة الغير مفهومة كيف سيكون هناك تغير نظام واذا ما حدث ذلك مع من يكون الحوار اذا ؟؟ ان مدينة حلب تدفع اليوم ضريبة كبيرة ، ويحسب لاهل حلب صمودهم وصبرهم وعلى المجتمع الدولي ان يفهم ان هذا الشعب المحاصر اليوم بقوى الارهاب والظلام لن يسامح من ساهم بقتلة وان المجتمع الدولي ممثلا بالامم المتحده يزور اليوم حقيقة الحرب في ورية عموما وفي حلب خصوصا . وما يتحدث عنه ما يمى مرصد حقوق الانسان لا يقترب بشيء من الحقيقة ، فجل ما يريده هؤلاء هو ايجاد سبيل للارهابيين لانقاذ من تبقى منهم ليبقوا شوكة في خاصرة السوريين يتحركون بحرية بين سورية وحلب وينتقلون حيث يطلب منهم واين تقتضي الحاجة لهم . اما المعارضة التي رفضت طرح دي ميستورا فهي لم ترفض هذا الطرح من باب الوطنية لاننا اليوم لم نعد نملك اي مؤشر حقيقي لوطنية هذا التيار الذي يقيم خارج سورية ولكن رفضها جاء فقط من باب التلميع للصورتها ، فكيف يستوي ان ترفض المعارضة طرح المبعوث الدولي وبنفس الوقت تطالب الجيش السوري وقف عملياته ضد الجماعات الارهابية التي تتخذ من شرق حلب مركز لها ؟ لقد علمتنا هذه الحرب على سورية الشيئ الكثير واهم ما علمتنا اياه هو ان بيع المواقف والمتاجرة بدماء السوريين سمة اساسية لدى ما يسمى معارضة سورية ومن يدعون انهم اصدقاء الشعب السوري من العالم المتقدم .اما الذين يعتقدون ان دخولهم الى دمشق يمكن ان يكون على ظهر دبابة اسرائيلية عليهم ان يعلموا ان في دمشق مقاومة لا يمكن كسرها فنحن شعب لايلين ولا يستكين في الدفاع عن حقه .