برحيل فيدل كاسترو، فقدت شعوب العالم أحد العظماء العمالقة إن لم يكن آخرهم.. غادرنا كاسترو تاركا خلفه إرثا من النضالات والمبادىء، في مقدمتها نصرة الشعوب المقهورة، في مواجهة طواغيت الشر، وأنظمة الاستكبار.
كان كاسترو عصيا على الكسر والاحتواء والهزيمة والتجويع، والراحل الكبير كان قمة في التحدي والكبرياء والشرف، وقف مع شعبه رافعا راية الحرية والانتصار حتى اعتزاله مريضا، بعد أن أسند الامانة لشقيقه، خادما لشعبه وتطلعاته، ووصيته المحافظة على الارث الذي يرفع الراس والهامة، في شموخ قل نظيره.
فيدل كاسترو الذي دعا شعبه للوقوف مع المقهورين، والمظلومين، وبذل كل ما يستطيع لنصرة الثورات في جهات الأرض الاربع، والتقى قادتها تضامنا ومساندة دون وجل أو ارتعاد من الأنظمة الاستعمارية التي عادته وحاربته، وحاصرت شعبه.
فبدل كاسترو زعيم كوبا ونصير الشعوب وثوراتها، عملاق الى حد القداسة، رحل في زمن الصغار الأذلاء، القامعين لشعوبهم والمتآمرين على قضاياه، رحل كاسترو في زمن يعتز فيه الأقزام بأنهم خدم للأشرار والاستعماريين.
يرحل كاسترو وهامته مرفوعة، مزهوا بتحديه لطواغيت الشر، لقد سخر من الحصار الامريكي وعقوبة التجويع التي فرضتها قوى الاستكبار على شعبه، وكان وخزة مؤلمة في خاصرة ادارات البيت الأبيض، والزعيم العالمي والقائد الثوري عاش سنوات عمره منحازا الى شعبه ووطنه، أحبته الشعوب المكافحة وحزنت لفراقه.
غادرنا فيدل كاسترو لا يملك يختا ولا آبار نفط ولا جواري ولا رساميل، صادقا مع شعبه لا متآمرا عليه، لم يضع يده في أيدي البغاة والمحتكرين الاستعماريين، ناهبي وسارقي ثروات الشعوب، فكاسترو صفحات من المجد، وكاسترو زعيم وملهم، لذلك التقى جمال عبدالناصر وياسر عرفات ووقف الى جانب شعوب امريكا اللاتينية، وساند تشافيز وشعب فنزويلا في مواجهة التآمر والعداء الأمريكي.
ولأن كاسترو حر أصيل وشريف ثائر لم يخن شعبه، وقاهر لقوى الاستكبار، وليس جاسوسا خادما للامبريالية والصهيونية، لم نر نظاما عربيا في هذا الزمن الكالح الرديء يبرق معزيا بهذا القائد العملاق.. ولن نستغرب، فالصغار يحقدون على القادة المخلصين والأقزام يخشون العمالقة، ولهذا هم يحاربون اليوم سوريا الثورة وقائدها بشار الأسد، خائنون لأوطانهم وشعوبهم، دمى في خدمة واشنطن وتل أبيب.
كاسترو أيها القائد والثائر الملهم ونصير الشعوب.. سلام عليك.