بقلم: جمال العفلق
هي الحرب على سورية اذن ، وهي الحرب التي يصفها الخبراء واصحاب الباع الطويل في العمل العسكري والاستراتيجي بأنها الحرب العالمية الثالثة ، فالحرب العدوانية على سورية اعادت للعالم توازنات القوى الدولية والاقليمية والاموال المصروفه على هذه الحرب ارقام لا يعرف احد قيمتها الحقيقية ولكنها مليارات الدولارات ، استخدم فيها اعداء سورية كل اساليب التدمير والاسلحه حتى المحرمة دوليا تستخدم ويتم ايصالها للعصابات الارهابية التي لا تتردد في استخدامها ولا يهم من هو المستهدف عسكريين او مدنيين صغار كانو ام كبار نساء وشيوخ المهم ان هذه الجماعات تعمل ليل نهار على تنفيذ اوامر المشغلين لقتل الحياة في سورية ، وفي المقابل كان ومازال الشعب السوري المؤمن بوطنه وبحقه بالحياة وحقة بالمقاومة يقدم كل انواع المقاومة ويشارك السوريون الجيش السوري بالدفاع عن ارضة وعرضة ، فكانت مضافة وطن وهي احدى مبادرات العمل المدني حيث اختير هذا الاسم لما تحملة كلمة مضافة من معنى لدى السوريين ففي المضافه لا اعداء والجميع تحت سقفها اهل واصدقاء وان اختلفوا ومَن دخل المضافه زائر او مستجير له الحماية وعلية الامان .. وبتعبير اكثر دقة للمضافه اهمية كبيره في نفوس الناس فعندما اعتدى الاستعمار الفرنسي على مضافة سلطان الاطرش ثار الجبل لا الفرنسيين اخذوا ادهم خجر ابن جبل عامل من مضافة الاطرش عنوة واثناء غيابة عن بيتة وهو واحد من اهم اسباب الثورة السورية الكبرى حيث اعتبر هذا الامر اهانة لكل السوريين .
واليوم مضافة وطن في السويداء لديها الحضور الشعبي والثقافي حيث يجتمع الناس فيها لطرح همومهم اليومية ورفع معنويات بعضهم البعض وتقديم الافكار والمقترحات التي تساعد على الصمود ، النقد عندهم هدفة التغيير والتحسين من حالة المواطن المعيشية واجتماعهم فيها من اجل زيادة التقارب وفتح افق جديده للمستقبل وفي الاجتماع الاخير لمضافة وطن في منزل المخرج ممدوح الاطرش ، حضر رجال دين وقضاء وعسكريين ومتقاعدين من كل المستويات وتجار واصحاب مهن حره وفلاحين وطلاب جامعات وكان الحضور الشعبي واضح بامتياز وطرح الهم الامني والاقتصادي وقدمت دراسة اقتصادية تسساعد المواطن والحكومة على تجاوز المرحلة ، ولكن الغائب الاوحد عن هذا الاجتماع هم المسؤولين المباشرين في المحافظة رغم توجية الدعوات لهم ، وهو ما نشر بين الناس شيء من الاحباط والشعور بعدم المبالات من قبل اصحاب القرار . وهذا يدفعنا الى السؤال : هل غياب المسؤول مبرر عن العمل المدني والشعبي ؟؟
في الحقيقة لا يمكن ان نجد اجابة عن هذا السؤال الا من المسؤول نفسة ولكن يجب ان يعلم كل من يعمل اليوم على الارض السورية ان الجميع عليهم العمل ولا يمكن للمبادرات الحكومية ان تنجح اذا لم يكن هناك قاعدة شعبية تساعد على تنفيذ ما تجده الحكومه والجهات الرسمية ضروري وخصوصا ان الحالة الامنية تفرض اليوم نفسها على حياة السوريين وبشده ، ويعلم السوريون ان اصحاب مشروع العدوان لديهم اهداف كثيرة ومنها تفكيك المجتمع السوري مذهبيا وعرقيا ودور المجتمع المدني المفاوم يحتاج الى دعم حكومي رسمي وعلى الاعلام نشر مثل هذه المبادارات والاضاءه عليها فلا يمكن ان نترك الجيش وحيدا يقاتل على الجبهات وهناك من ينشر الفرقة والبغضاء في المجتمع .
لقد استطاع العقلاء في السويداء تجنيب المدينة الحرب واستطاعوا رغم الرياح العاصفه بهم من كل صوب ان يستمروا بالحياة وقد استقبلت المدينة الاف الضيوف وفتحت الابواب لكل السوريين ورغم انتشار السلاح الا ان هذا السلاح لم يستخدم في التدمير وان كان هناك بعض الحالات الفردية التي حاولت تخريب المدينة من اجل مصالحها الضيقة ، فالمستفيد الوحيد من الغياب عن اي مبادرة وطنية هم اعداء سورية وشعبها .
لهذا ومن اجل المرحلة القادمة وهي البناء بعد النصر نجد من الضروري والاهمية في مكان ان يتواصل كل المسؤولين مع العمل الشعبي فالمرحلة القادمة ستكون مرحلة اعادة البناء واعادة ترميم لكل شيء وهذا البناء والترميم لن يكون بالامر السهل اذا ما بقي هناك مسؤول بعيد عن هموم الناس الحقيقية .
ان الارض السورية ارض معطاء وفيها الكثير من الخير وشعبها مقاوم وصابر ومنذ عشرينيات القرن الماضي بل قبل ذلك بكثير تحملت بلاد الشام الكثير الكثير ففي بلاد الشام ولد الفكر وكان عصر النهضة وبلاد الشام قدمت الشهداء قبل الثورة العربية وبلاد الشام حملت ومازالت تحمل هم فلسطين ومقارعة الة الحرب الصهيونية ، ومازلنا على هذا حتى يوم القيامة .
مضافة وطن بين الحضور الشعبي والغياب الرسمي ..من المستفيد ؟؟
2016-11-28