2025-05-21 08:40 م

ماذا تريد شبه الجزيرة !

2016-11-28
بقلم: حاتم استانبولي 
الجزيرة تطلق اسم جديد على الجيش المصري وهو عساكر النظام او السيسي . هذا الاسم كان يطلقه المصريون على جنود الأحتلال البريطاني لمصر . من الواضح ان الجزيرة تلعب دور خبيث في التحريض على الجيش المصري الوطني العروبي الذي خاض حروب الامة العربية وقدم التضحيات الجسام في الدفاع عن قضايانا هذا الجيش ورغم كل الاتفاقيات التي اثقلته لم تتغير عقيدته الوطنية العسكرية . الأستهداف الممنهج للجزيرة والتي تبعها استهداف سياسي من قبل وزير خارجية شبه الجزيرة . يعطي الغطاء السياسي للمجموعات الأرهابية التي تستهدف الجيش المصري والدولة المصرية . ان الدور الذي تقوم به شبه الجزيرة يؤكد كل يوم ان مخططا خبيثا تقوده بالنيابة لتقويض اسس الدولة الوطنية في كل من سوريا ومصر والجزائر والعراق وافراغ المحتوى الوطني التحرري للقضية الفلسطينية. السؤال المطروح ما الذي تريده شبه الجزيرة ؟ هل تملك برنامج او رؤيا نقيضة للدول المحورية القائمة ؟ هل تريد من تقويض الدولة الوطنية واستبدالها بدويلات دينية للمساهمة في شرعنة يهودية الدولة ؟ اذا كانت شبه الجزيرة تريد ان تطلق حملة لنشر الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية , اليس من الأولى ان تبدأ بنفسها . الديمقراطية ليست سلعة نفطية . الديمقراطية مفهوم فكري بتعبيرات سياسية واقتصادية واجتماعية . ولا يمكن لنظام يقوم على اساس العائلة والقبيلة وتوريث ملكية شبه الجزيرةلأبنائه واحفاده, على اساس ان مداخيل شبه الجزيرة هي ملكية عائلية . ان هكذا مؤسسة لا يمكن ان تعطي دروسا في الوطنية والديمقراطية. ان المال الذي يستعمل لقتل وتدمير امكانيات الشعوب العربية التي بنته عبر مئات السنين لا يمكن ان يكون له جوهر تقدمي او انساني . ان الدور الذي تقوم به شبه الجزيرة هو دور مشبوه حتى لو تغلف بعبارات جميلة لتدغدغ مشاعر بعض الليبراليين ولتستخدم المجموعات الاسلامية كاداة لتدمير المجتمعات العربية التي لها جذور في صياغة التاريخ الانساني. شبه الجزيرة تتعامل مع المفاهيم الديمقراطية كما يتعامل رجل المال حين يقوم بشراء لوحة لأحد الفنانين العظام ليس حبا او فهما للفن وانما ليتفاخر باقتنائها . الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية هي لوحات فنية ترسمها الشعوب عبر تاريخها من عرقها ودمها وافراحها واحزانها ونجاحاتها واخفاقاتها . مصر وسوريا والعراق والجزائر وليبيا وفلسطين هذه دول لها دور في تكوين وتتطور الفكر الانساني ودفعت اثمانا باهظة عبر تاريخها للحفاظ على الأنسانية. ان التدقيق في دور شبه الجزيرة لا يدع مجالا للشك انها تساهم وبشكل فاعل وباصرار لتدمير وتفتيت المجتمعات العربية وتفكيك الدول الوطنية التي تتطلع الى الأستقلال عن منظومة راس المال العالمي . فمهما حصل لمصر من انتكاسات فان موقعها الموضوعي هو في موقع التناقض مع سياسات مراكز راس المال لكون مصر لها ارث حضاري وانساني ومحاربتها يهدف لتدمير ارثها الوطني التحرري , وضمانة استعادة مصر لدورها هو جيشها الوطني الذي خاض الحروب من اجل الحفاظ على هويتها الوطنية التحررية . ان كل القيود التي كبلت بها مصر سيفككها الشعب المصري وجيشه الوطني لكونها تتناقض مع ارثه وتاريخه . فلا الجزيرة او ماليكها تستطيع ان تغير حقيقة ان جمهورية مصر العربية سوف تعود لتاخذ دورها ومكانها الطبيعي في حماية وصياغة مستقبلها والمنطقة . ان الهجمة التي تقودها شبه الجزيرة على الجيش المصري تكرر ذات السيناريو التي مارسته ضد الجيش العربي السوري. لكن بفارق واحد لم تدركه حتى الآن, ان المواطن العربي البسيط بكل بساطة كشف كذبها وتزويرها للحقائق والأحداث . ان امتلاكها للمال ليس سببا يؤهلها لأعطاء دروسا في الحرية والعدالة والتحرر. حتي لو اقام في شبه جزيرتك اشباه القادة والكتاب والصحفيين والأعلاميين.