2025-05-21 02:34 م

الفلسطينييون يحاربون بالعلم

2016-12-10
بقلم: لميس أبو تمام
تساءلت كثيراً لماذا يغفل الإعلام عن رصد وتوثيق الإنتهاكات التي يتعرض لها التعليم، والطلاب على وجه الخصوص، في فلسطين منذ بدية الاحتلال مروراً باندلاع الانتفاضة الأولى والثانية، ووصولاً إلى العقد السابع من المعاناة. ثم أيقنت بأن هناك رصد أهم يجب أن يتناول الطلاب والأكاديميين والمدارس، فبالرغم من معوقات الاحتلال ومشاريعه التدميرية وتبعاته، أتحفنا شعبنا الجبار بإنجازات مميزة ناهضت كل الظروف التي عاصرها، ومن حقنا أن نفتخر بهذه الإنجازات وأن نتذكر حصيلتها ونوثقها بين نهاية عام وبداية آخر، وسأخص هنا المرتبط منها بالتعليم. أفضل معلم في العالم: حنان الحروب من بيت لحم خرجت إلى العالم لتجسد المعنى الحقيقي لكلمة "معلم" بإلهام من درويشها الذي رافق نهجها بشعار "على هذه الأرض ما يستحق الحياة". توجت أطفال فلسطين بالأمل فتوجها العالم بلقب أفضل معلمة على مستوى العالم. أصغر طبيبة في العالم: إقبال الأسعد تخرجت طفلة بعمر 12 عاماً من الثانوية العامة، ثم التحقت بكلية الطب وتخرجت بتفوق وهي في العشرين من عمرها، إنجاز كان دافعه حلمها بمساعدة اللاجئين في المخيمات وتخليصهم من أوجاعهم، بدأت بفكرة، وانتهت بحفر اسمها في موسوعة جينيس. تحدي القراءة العربي: مدرسة طلائع الأمل تألقت طالبات نابلس بمطالعة الكتب وتفوقن بشغف القراءة بعد مشاركة 830 طالبة في هذا التحدي الصعب، محققين فوزاً استثنائياً على 30 ألف مدرسة من 15 دولة عربية، إنجاز ليس له مثيل. الباحث العربي المتميز: د. مازن سلمان من خلال إجراء الأبحاث وتطوير التقنيات العلمية التي يستمدها من جذور الأرض وأشجار الزيتون، توصل د.مازن إلى نتائج ساعدت العلماء في مختلف أنحاء الوطن العربي، ووصلت به وبعقليته الذكية إلى جائزة الباحث العربي المتميز. البطولة العربية للذاكرة الاستثنائية: أديان عقل حازت الطالبة الجامعية أديان على جائزة البطولة العربية للذاكرة الاستثنائية في اختبارات لا تصدق في "حساب اليوم المرافق" وأثبتت على مقدرة خطيرة في العقل البشري واستحقت بجدارة أن توصف ذاكرتها بـ "الاستثنائية". أسماء كثيرة في مختلف المجالات أبدعت برسم فلسطين على خارطة التميز في العلم والثقافة، وصفحة واحدة لن تفي تلك الأسماء حقها، فبالرغم من كل ما يمر به هذا القطاع الحيوي إلا أن الفلسطيني استطاع بكل حزم التغلب عليها. هو التحدي النابع من الاستبداد الذي دفع بالشعب إلى التمرد نحو التغيير، فالظروف التي يقاسي منها الطلاب في أي وطن محتل كفيلة بهدم البنية التعليمية، لكن طموح المجتمع الفلسطيني نحو الترقي والتطور، كان وسيظل، دافعاً كافياً لتحقيق مراده والتغلب عن الاحتلال. وأذكر أني قرأت مرة مقولة جاءت على لسان أحد الطلاب الفلسطينيين حول المبرر الذي يدفع الاحتلال لاستهداف المدارس والمعاهد والجامعات بكل الوسائل الممكنة قائلاً: "إن الإسرائيليين يريدوننا أن نكون أغبياء، إنهم يخافون أن يشاهدوننا متعلمين ومثقفين لأنهم يعرفون بأن سلاحنا القوي هو سلاح التعليـــم". في فلسطين، لا يهم إذا كانت المدرسة لا تضم حديقة وملاعب رياضية، لا يهم إذا كانت الطريق إلى الجامعة وعرة وصعبة، لا يهم إذا كانت قاعة الإمتحانات بجانب حاجز عسكري، كل ما يهم هو الوصول لمنفذ حرية.