2025-05-21 08:00 ص

النصر أكبر من الكلمات .. وخيارنا المقاومة ..

2016-12-11
بقلم: جمال العفلق
هي أيام ويعترف الداعمون للإرهاب بالهزيمة ، وان كانوا اليوم يعترفون بها من خلال تصريحاتهم السياسية المبطنة بمرارة الهزيمة وما أعلنت عنه الإدارة الأمريكية قرارها برفع الحظر المرفوع أصلا على بيع الأسلحة لتصل إلى الإرهابيين ما هو آلا طلقات أدارة اوباما الأخيرة في الحرب الشرسة على سورية ، فاليوم في حلب يعلن النصر وهذا النصر ليس مجرد كلمات تتحدث عن انسحاب للجماعات الإرهابية أو تقدم عسكري هنا أو هناك على جغرافيا الوطن السوري إنما هو انتصار محور المقاومة على مشروع كبير لو نجح لكنا اليوم نتحدث عن ولايات وإمارات تمتد من حلب إلى الموصل أخذه معها كل الإرث الحضاري والإنساني لبلاد مأهولة بالسكان والحضارة من سبعة ألاف سنه ، لتاريخ الحرف الأول ، فقرار الاستيلاء على حلب لم يكن قرار محلي لجماعات إرهابية متفرقة أو إستراتيجية محسوبة لما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن إنما هو قرار استخباراتي دولي جمع اشد المعادين لسورية وشعبها واتخذ القرار في غرفة عمليات تحالف العدوان ، والمال المدفوع للاستيلاء على حلب قدر بالمليارات وشارك في المعارك ضباط من جنسيات متعددة ومنهم ضباط استخبارات من الكيان الصهيوني والهدف حلب فمنها يبدأ التقسيم ومنها ينطلق الإرهاب في رحلته ، فعاصمة سورية الاقتصادية واكبر مدنها هدف سمين وكبير جدا" والاستيلاء عليها ينهي المنطقة ويحقق هدف المشروع الأكبر وهو أعادة تقسيم المنطقة ودفن خارطة سايكس بيكو التي قسمت المنطقة لقطع كبيره لم تعد تناسب اليوم شجع الغرب ورغبتهم في نهب الشرق الغني بكل شيء. إذن هو النصر ،، الذي تحقق اليوم على يد محور المقاومة وبسواعد الرجال الصابرين الصامدين على جبهات القتال .. هو النصر الذي سبق العام الجديد لترفع الصلاة في مساجد حلب وكنائسها تحت راية الجيش السوري وحلفائه ، أما على الجهة المقابلة فأصحاب المشروع والإدارة الأمريكية والشاكرين للصهيونية العالمية والمتسابقين لإرضائها يتجرعون مرارة الهزيمة الكبرى فكل ما بني خلال السنوات الأربعة الماضية أصبح من الماضي وحلب لم يتم اقتطاعها ولم تبصر ولاية حلب النور ولص حلب اردوغان يخسر كل رهاناته فمجموعاته الإرهابية لم تفي بالوعد وتعطيه حلب الحلم . وبغض النظر عن الغد وما قد يحمله فمعركة حلب كانت مفصلية وغيرت الكثير من الواقع السياسي كما أنها عززت منطق الحق ومنطق المقاومة وهي الخيار الوحيد لنا ولهذا جاء النصر الذي لا تعبر عنه كل الحروف والكلمات ولهذا جاء النصر الجديد للجيش والمقاومة . والرسالة اليوم أصبحت واضحة وضوح الشمس ارض دخلتموها أحياء لن يخرجوا منها إلا أشلاء وعلى داعمي الحرب العدوانية ماديا وعسكريا ولوجستيا" على سورية أن يفهموا أن حربهم هذه خاسرة وحلمهم في التقسيم لن يتحقق ، وما كل الضربات الكبيرة التي تلقاها الشعب السوري إلا جرعات زادته قوة وإصرار على البقاء . وجاء النصر ليثبت كذب المحطات الإعلامية الرخيصة التي تستخدم اللغة الإنسانية وتتحدث عن مدنيين ونقص غذاء ودواء ، ليثبت احتكار الجماعات الإرهابية في الأحياء الشرقية لحلب لكل أسباب البقاء وحرمان الناس من الوصول إلى المواد الأساسية وقطع المياه عن المدنيين . وكما قرار الإدارة الأمريكية برفع الحظر عن بيع الأسلحة للإرهابيين ، جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المطالب بالوقف الفوري للقتال في سورية في محاولة أخيرة للمشروع الصهيوأميركي لإنقاذ من تبقى من الجماعات الإرهابية تلك الجماعات التي أعلن صانعوها قرار إعدامها فمن سيخرج من حلب لن يجد مكان يذهب إلية فقد أعلنت الجماعات الإرهابية المتبقية في ادلب أن أي مقاتل سيصل أليها سيعدم وتركيا أغلقت أبوابها وهذا أمر طبيعي فدائما الخائن لوطنه يكون رخيص عند المشغل والتخلي عنه أمر طبيعي عندما يضيق الخناق . فبعد كل هذا هل يكفي ان نقول شكرا للجنود الذين حرروا حلب ؟؟ وهل تكفي المقالات والقصائد ؟ سؤال كبير لا أجد الإجابة علية إلا بالقول أن العام الجديد سيكون عام أعادة الأعمار والبناء عام إخراج كل الإرهابيين وطردهم لا بل سحقهم فحرب الست سنوات يجب أن تنتهي ولكنها لن تنتهي الا بالنصر الكامل وتطهر سورية من الخونة والمتعاملين ، فلا حوار مع الإرهاب ولا حوار مع المطبعين مع الكيان الصهيوني فنحن ولدنا مقاومون ولم يقدم أبناء سورية هذا البحر من الدماء ليرفع الكيان الصهيوني علما في دمشق ومن يريد الكيان الصهيوني ليذهب هو آلية . النصر أكبر من الكلمات وخيارنا المقاومة هو العنوان الباقي وما سنعلمه للأجيال القادمة وما سوف نكتبه في كتبنا المدرسية لنحفظ تاريخ هذا الوطن ونصحح مفاهيم المقاومة التي شوهتها العصابات الإرهابية والدول الراعية للإرهاب فحربنا الحقيقية ستبدأ مع أخر الطلقات ، وحربنا هي حرب العقول والفكر حرب البقاء والحياة ، فلا يمكن أن نسمح بعد اليوم أن يكتب احد غيرنا تاريخ منطقتنا ولا يجب أن نسمح بعد اليوم للمال السياسي أن يغير من حقيقة تكويننا أو يعيد توزيعنا الجغرافي بما يناسب مصالحة وأطماعه ، فسورية ستبقى سورية والقدس عاصمة فلسطين وبيروت أيقونة الشرق وبغداد عاصمة الرشيد وما هذه الحروب وما حملته من سرقات للتاريخ والمخطوطات إلا واحده من محاولات كثيرة لدفن هذه المنطقة التي كانت ومازالت ارض النور في هذا العالم .