لم أكن أعرفُ شهيد الحقِّ والكلمة الحرة الكاتب الصحفي "محمد تامالت" رحمه الله تعالى،وربماَ كنت اختلف معه في طريقة وأسلوب كشفه لفَساد الذي استشرى في هياكل الدولة وأجهزتها المختلفة،وأتذكر مرة أنى طلبت منه نسخة من أحدِ كتبه عن طريق صفحته الشخصية على الفايسبوك فقام مشكوراً بوضعها على شكل فيديو على موقع اليوتوب حتى تصل إلى أكبرِ شريحة من القرَّاء، الفساد الذي لا ينكر وجوده وطغيانه إلاَّ شيات أو أحمق أو جاهلٌ بطبيعة الحال،لم أخطَّ قلمي لكي أتاجر بدمِ الشهيد،أو استعمل ما جرى له حتى أُصفي حساباتي مع من لفَّقوا لي تهمة قديمة ولا زلت متابعاً قضائياً بسببهاَ إلى اليوم،ولكن رفعتهُ لأقول لهؤلاء الذين كانوا سبب موته رحمه الله تعالى،والله لقد حولتُموه إلى بطل قومي ليس في الجزائر لوحدهاَ بل في كل الوطن العربي،قضيته التي أصبحت حديث وسائل الإعلام الجزائرية والعربية وحتى الأجنبية،تدل على أنكم مهزومون ولم تستطيعوا إسكاتَ صوته رغم انه تحت التراب،الجزائر التي أخرجت "الأمير عبد القادر،والشهيد العربي بن مهيدي،وسي الحواس وحسيبة بن بوعلي رحمهم الله تعالى جميعاً" أخرجت لنا "محمد تامالت" وكثيراً من الشرفاء غيره.الذين يعيشون في ألمٍ ومعاناة وتهميش وحصار،لأنهم قالوا لكم لاَ،يوم ركعَ لكم معظم من استطعتم شراءهم وإسكاتهم،هذا الرجل الذي ترك بريطانياَ وجاء إلى بلده لزيارة والدته وعائلته رغم أَنه كان يعلم بأنَّ مصيره سيكون السجن في أحسن الأحوال،تحداكم وتحدى سلطتكم وجبروتكم،كنتم تظنون بأنَ بلاد الشهداء قد عقمت عن إنجاب رجال يقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم،وكم كنتم مخطئين في ظنِّكم هذاَ.
-في العشرية السوداء تمت تصفية 120صحفي وإعلامي،وفي ظروف غامضة أغلبهم من المُعارضين لتوجهات السلطة وخياراتها الإستراتيجية في كل المجالات،بربِّكم أريد جواب سؤال محدد،ألا تقولون عبر إعلامكم وقنواتكم وجيوش منْ يخدمكم من مُثقَّفين وكتاب وسياسيين ورؤساء أحزابٍ وغيرها،أنتم تحترمون مواد الدستور وقوانينه،ألا تحرِّم المادة 48على أي مسئول مهما علا كعبه أن يسجن أي صحفي أو يمنعه من قول رآيه بصراحة مطلقة؟ثمَّ لماذا لم يتحرك القضاء لتَّحقيق في ادعاءاته رحمه الله وفتح تحقيقات معمَّقة عن الأدلة التي قال بأنه يمتلكها،أم أنكم،إذاَ سرق فيكم القوي تركتموه وإنْ سرق فيكم الضعيف أقمتم عليه الحدَّ قصاصاً.
-أقولها لكم وربما أكون التالي في قوائمكم السَّوداء أنا أو غيري ممن قالوا للظلم والجبروت والطغاة،"لا وألف لا"،هزمكم الشَّهيد البطل محمد تامالت حياً وميتاً وخذوها مني نصيحة قسماً برب العزة لو امتلكتم مالَ قارون وسلطة فرعون وهامان وعصا سلمان عليه السلام،لنْ تستطيعوا إسكات كلمة الحقِّ لأنهاَ صوت الله وتذكروا قوله تعالى:وأما الزَّبد فيذهب جفاءَ وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
*كاتب جزائري