2025-05-21 02:52 ص

محطة " الحرة "وأخواتها... "فن" التلذذ بعرض مشاهد الموت

2016-12-20
بقلم: بطرس الشيني
في تغطيتها لحادث اغتيال السفير الروسي في تركيا كشفت محطة " الحرة " التلفزيونية الأمريكية وهي محطة حكومية ممولة من الإدارة الأمريكية كشفت عن الوجه الحقيقي المتوحش للإعلام الأمريكي والغربي المتاجر بالقيم الإنسانية دوماً والمؤيد للقتل والقتلة اذا كان المستهدف هو الخصم وهي " أخلاقية " لا تتوفر إلا لدى المنظمات الإرهابية المتطرفة التي تستبيح دماء كل إنسان ليس ضمن منظومتها العقائدية أو الاجتماعية أو السياسية . تغطية حادثة الاغتيال على محطة الحرة كان يشبه الى حد كبير تلك الأفلام ومقاطع الفيديو التي اشتهرت داعش وجبهة النصرة وغيره من المنظمات الارهابية في التلذذ بعرضها لعمليات القتل الوحشية والذبح التي قامت بها فهي ركزت بصورة متكررة على لحظة " الموت " التي تتعرض لها الضحية لاستثمارها في استقطاب المزيد من المؤيدين لها . وهذا ما فعلته بالتحديد محطة " الحرة " فخلال فترة اخبار الساعة التاسعة ليلاً بتوقيت غرب آسيا يوم الاثنين 19/12/2016 بثت المحطة تقريراً عن اغتيال أو ما سمته " مقتل" السفير الروسي في تركيا وخلال التقرير الذي استمر حوالي ثلاث دقائق ونصف الدقيقة أعادت المحطة لقطة لحظة موت السفير وخاصة لحظة دخول طلقات الرصاص في صدره أعادته/11/مرة خلال تلك الدقائق الاخبارية القليلة ..!!؟؟وهي كانت منذ لحظة بث الفيديو المتعلق بالاغتيال في معرض للصور الضوئية وحتى نشرة الاخبار المذكورة أعادت نشر المقطع عشرات المرات وفي كل الأخبار والتعليقات لم تكن تتحدث عن جريمة ارهابية بل عن تبرير دوافعها بشكل غير مباشر وليس من المعروف ما إذا كان سلوك المحطة نابعاً من سياسات وضعتها الادارة الامريكية الممولة لهذه المحطة ام صادرة عن العاملين العرب فيها الذين يعدون ويحررون الاخبار و لا أظن الحالة الثانية ممكنة كون المحطة تخضع لاشراف مباشر من إحدى وكالات الاستخبارات الأمريكية وهي موجهة بدقة لتعكس توجهات وسياسات وزارة الخارجية الامريكية .. سلوك وأداء محطة الحرة لم يختلف كثيراً عن اداء lمحطةالجزيرة اومحطة العربيةأوعشرات المحطات التلفزيون العربية الداعمة للارهاب والتي تم اطلاقها للمشاهدين " العرب " بعد ما يسمى " ثورات الربيع العربي " والتي تروج على مدار الساعة وخلال خمس سنوات لمشاهد الذبح والقتل والتحريض الطائفي والمذهبي وتدعم علانية أكلة الأكباد وقاطعي الرؤوس . تعودنا كمشاهدين خلال السنوات الست الماضية على الحملات الاعلامية الغربية المؤيدة للقتل والارهاب في بلادنا وفي المنطقة العربية بشكل عام وهي حملة منسقة تديرها غرفة تحرير واحدة وبتنا في زمن لا حاجة فيه للتنقل عبر محطات التلفزيون الفضائي لمعرفة الاراء المختلفة " او " المتعددة " للأوربيين فيما يتعلق بأخبار الشرق الأوسط سواء كانت تلك المتعلقة بسورية أو العراق أو اليمن أو فلسطين أو الكيان الصهيوني فالخبر أو التقرير أو أي مادة صحفية بما فيها التعليقات وآراء الضيوف التي يمكن سماعها على محطة بي بي سي العربية يمكن سماعها حرفياً على فرنس 24 الفرنسية أو /DW / الالمانية او الحرة الامريكية وأن بقيت الأخيرة أكثر توازناً وأقل مهنية وخبثاً من شقيقاتها الأوربيات خلال تغطيتها لجرائم الارهابيين في سورية التي طالت المدنيين ولكنها كانت اكثر اندفاعاً و" بهجة " إذا تعلق الأمر بقتل جنود أو قوات أمن سورية وربما يعود السبب إلى الولاء السياسي لبعض العاملين فيها وهذا ينطبق بشكل رئيسي على العاملين في فرانس 24 أيضاً ويظهر ذلك من خلال انفعالاتهم والايحاءات البصرية التي يقوم بها المذيع والمحاور أو تنويع نبرة الصوت لتوحي بالتاثر الانساني او الاستنكار أو التأييد وهي كلها اشياء مرفوضة في الاعلام المهني المنضبط . بين المحطات الغربية تبرز بشكل خاص محطة بي بي سي بمهنيتها العالية و تقود قطيع "النباح" و هي استمرت دوماً بتوظيف تلك المهنية العالية في حملات دعائية و تحريضية منظمة لإثارة العنف الطائفي و المذهبي في البلدان العربية التي لا تدور في فلك السياسة البريطانية الأمريكية وكانت هذه المحطة دوماً رأس الأفعى في كل الحملات الإعلانية " الاعلامية" المسيسة و هي مؤيد " تاريخي " لمنظمة الإخوان المسلمين عبر العالم و ناطق اعلامي شبه رسمي باسمها و هي وراء معظم المصطلحات الإعلامية التي تم إطلاقها منذ بدء الأحداث في مصر و ليبيا و سورية و اليمن و العراق فهي المروج الأول لمصطلح " الحرب الأهلية " ليس في سورية فقط بل قبلها في العراق و قبلها في لبنان ثم اليمن و غيرها من الدول لتبرير عدم حياديتها وكما كل الإعلام الغربي استخدمت في وصفها اجتياح تنظيم داعش الإرهابي الأخير لمدينة تدمر تعبير " داعش يستعيد تدمر" فيما استخدمت بكل صفاته تعبير " سقوط حلب " في إشارة إلى إعادة الجيش للأمن في أحياء شرق حلب و تخليصها من المنظمات الاهاربية .. و خلال عدة شهور تجنبت هي و كل الإعلام الغربي عرض و لو مسلح واحد من عشرة آلاف مسلح من جبهة النصرة و غيرها كانوا يتواجدون شرق حلب وفق تقارير الأمم المتحدة بل ركزت على صور المدنيين محاولة عبر ساعات البث تصوير على أنهم " ضحايا " لهجوم القوات الروسية و ما درجت على "تسميته " قوات النظام وحلفائه" فيما يتجاهل ذلك الإعلام سقوط " 11" ألف مدني في المناطق الواقعة تحت سلطة الدولة في أحياء غرب حلب بصواريخ المنظمات الإرهابية التي كانت تتحصن في احياءشرق حلب منذ ثلاث سنوات و حتى تحرير المدينة من الإرهابيين مؤخراً. الإعلام الغربي كان دائماً يتاجر بالقيم و المشاعر الإنسانية و يسوغ الهيمنة و الاحتلال و يعمل بمعايير مزدوجة و هو كما برر في السابق و سوغ موت "600" ألف طفل و امرأة عراقية في الحصار الغربي الذي استهدف العراق " بحجة أنه يملك أسلحة دمار شامل " يبرر للسعودية الآن حربها المجنونة على فقراء اليمن ويبرر تزويدها بأحدث الأسلحة لتدمير واحدة من اعرق و أفقر البلدان العربية و كان ذلك الإعلام المنحاز برر عبر عقود طويلة كل الحروب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين و اللبنانيين و التي قتلت و جرحت عشرات الآلاف منهم حتى أنه برر و سوغ عبر برامج مطولة جرائم إبادة جماعية كتلك التي حدثت في صبرا و شاتيلا ابان الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية أو التي حدثت في غزة و جنين و قانا في الجنوب اللبناني و التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد مدنيين يحتمون براية الأمم المتحدة و في مقر تابع لها . ماذا أرادت الحرة أن تقول من وراء تكرار عرض لحظة " موت " السفير"؟؟؟؟ يمكن توجيه السؤال للسيد كيري وزير الخارجية الامريكي..