2025-05-21 02:53 ص

مرض الأمم المتحدة أخطر من القلق..والأمين العام الجديد في حقل أشواك

2016-12-22
بقلم: بطرس الشيني
خلال أيام يغادر "السيد" بان كي مون أرفع كرسي أممي في الأمم المتحدة بعد أن حط من قدر ومكانة هذه المنظمة الدولية أكثر مما فعل سلفه بآلاف المرات وبعدما أسبغ على المنظمة "بقلقه"المتفاقم صفة المريض النفسي فصارت أكبر وأهم منظمة دولية في عهده أشبه بمريض خرف على حافة الجنون خاصة بعد أن قام ذلك الكوري القادم من كواليس الدبلوماسية الدولية الملحقة بوزارة الخارجية الأمريكية بترسيخ منصب الأمين العام للدفاع عن المنظمات الإرهابية الدولية " المصنفة في مجلس الأمن " والدفاع المستميت عن الملوك والشيوخ العرب الذين يدعمون الإرهاب ويسلحونه علنا ً.. كان من المألوف دوما ً " بعد انهيار الاتحاد السوفييتي " أن يكون منصب الأمين العام للأمم المتحدة أشبه بدائرة علاقات عامة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية وكان من المألوف جدا ً "إلى درجة التسليم" أن يبقى الأمين العام للأمم المتحدة مصابا ً بالعمى والطرش والخرس إزاء جرائم إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وظهر ذلك جليا ً أثناء مذابح رواندا والكونغو الديمقراطية في تسعينيات القرن الماضي وقبل وبعد ذلك المذابح التي ارتكبها العدو الإسرائيلي ضد الفلسطينيين واللبنانيين في غزة وجنين وقانا الأولى والثانية والضاحية الجنوبية لبيروت وقرى الجنوب اللبناني ،وظلت الأمم المتحدة خرساء عمياء طرشاء إزاء تجاوزات الولايات المتحدة وبريطانيا في عهد كوفي عنان الملوثة سمعته بقضايا فساد في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء الذي فرض على العراق إبان ولايته في كرسي الأمين العام برغم حربهما التي قتلت أكثر من مليون عراقي وماجرى في عهد كوفي عنان لايقارن البته مع الإهانات المتلاحقة التي ألحقها بان كي مون بالأمم المتحدة ومؤسساتها وكان موقفه المخزي هذا العام في سحب التقرير المتعلق بضحايا الحرب السعودية على اليمن هو إهانة غير مسبوقة للمنظمة الدولية . ومع أيامه الأخيرة في أهم موقع أممي تماهى سيد القلق العالمي مع أعتى منظمات الإرهاب الدولي فسكت كما هو متوقع منه على اجتياح داعش لمدينة تدمر وحتى أنه لم يصدر أي بيان "قلق" على المدنيين في هذه المدينة المنكوبة وهو الذي كان أكثر المتاجرين بحقوق الإنسان وحقوق المدنيين إلا فقراء اليمن التي قتلت الحرب السعودية وجرحت عشرات الآلاف منهم خلال عامين وطبعا ً ليس المدنيين السوريين الذين يقطنون المدن والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا ً والذين قتلت منهم المنظمات الإرهابية عشرات الآلاف خلال السنوات الستة الماضية وهو حول أهم منظمة دولية إلى "مسخ" أشبه مايكون بجامعة الدول العربية . سلوك بان كي مون خلال ولايته سينعكس ولاشك على أداء الأمين العام الجديد ويجعل مهمته صعبة للغاية على افتراض أنه سيكون موظفا ً أمميا ً نظيفا ً وملتزما ً بمبادىء الأمم المتحدة والقانون الدولي لأن الأمين العام الجديد سيقود مجموعة هائلة من الموظفين الدوليين البيروقراطيين يتحكم بهم مجموعة من معاوني الأمين العام السابق لايقل أي واحد منهم في ازدواجية المعايير ومخالفة مبادىء الأمم المتحدة عن بان كي مون وهذا ينطبق على معظم رؤساء اللجان الفرعية والمنظمات التابعة ... هناك حلقات متصلة ومتداخلة ومعقدة من المسؤولين الأمميين أفسد المال والولاء السياسي دورهم الأممي وأصبحوا مجرد أدوات تابعة للولايات المتحدة والدول الدائرة في فلكها السياسي ... وبالتالي فإن مهمة الأمين العام الجديد لمنظمة الأمم المتحدة يمكن أن تكون مثمرة إذا ً وفقط إذا استطاع تخليص هذه المنظمة التي تعتبر أفضل انجاز جمعي سياسي للبشرية عبر التاريخ من "المرتزقة" الذين يعتاشون من وراء آلام ومعاناة البشر في دول العالم الثالث وخاصة الفقيرة منها ..