2025-05-20 05:14 ص

من أســـــــــــــتانة إلى جنيف

2017-01-30
بقلم: محمود الشاعر
مع بدء المباحثات في أستانا تجددت لدى الشعب السوري بوارق الأمل في إيجاد حلول سياسية تنهي الحرب الكارثية التي أعلنت ضده وتوقف شلال الدم الذي فجرته المجموعات الإرهابية المسلحة. وفي بداية المؤتمر كان يعتقد أنه سيكون لهذه المباحثات وجه جديد يختلف عما سبقها من مؤتمرات ولقاءات ولاسيما أن أمريكا هذه المرة لم تمارس دور الوصي على الشأن السوري وبما يوافق مصالح الدول المعادية والساعية لتقويض الدولة السورية والنيل من سيادتها وقرارها المستقل ، ولكن الخطاب المعادي الذي توجه به وفد المجموعات المسلحة خيب الظنون وأظهر تبعيتها المطلقة للأطراف الخارجية حيث لاتملك حرية قرارها وليس لديها رؤية واضحة أو وجهة نظر خاصة بها وهي أطراف مفلسة ميدانيا ً وعسكريا ً ولايمكن التكهن بما تبيته من نيات تجاه سورية ، لقد كان نمط الخطاب الذي توجه به علوش صادما ً وحادا ً وظهر كناطق باسم جبهة النصرة وهو يدافع عن المجموعات الإرهابية في وادي بردى التي منعت المياه عن سكان دمشق وتسببت بعطش سبعة ملايين مواطن سوري والتي اعتبرتها الأمم المتحدة جريمة حرب كبرى كما ظهرت عن وفد المجموعات الإرهابية تصريحات شاذة لاتناسب أساسيات انعقاد هذا المؤتمر وقد كانت الآمال قد عقدت في تلك المباحثات على تصحيح المفاهيم حول العملية السياسية في سورية وإيجاد قاعدة جديدة للانطلاق نحو حل شامل يفضي إلى اقتلاع الإرهاب ومع صدور البيان الختامي للمؤتمر والذي يفضي إلى تثبيت وقف إطلاق النار بإشراف الدول الثلاث الضامنة فإنه يترتب على الدول الثلاث محاربة داعش والنصرة فهل تصدق تركيا في نيتها المعقودة بقطع إمداداتها للإرهابيين والتوقف عن دعم هؤلاء بالمال والسلاح وهي التي دخلت إلى المؤتمر هذه المرة تحت غطاء سياسي روسي حيث لم يتبق لأردوغان خيارات أخرى بعد خساراته المتلاحقة وانهيار أحلامه العثمانية في حلب وهل يمكن ائتمان الجانب التركي والوثوق بالرئيس التركي وهو الداعم الأول للإرهاب وقد وصفه السيد الرئيس بأنه : " اخونجي ومتعاطف داخليا ً وغريزيا ً ومرتبط وملتزم بداعش والقاعدة ولهم الإيديولوجيا نفسها ولايستطيع أن يبتعد عنهم " وأيا ً كانت ألاعيب الإرهابيين وضامنيهم ومشغليهم فإنهم لن يحققوا في هكذا لقاءات أي مكسب والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن لمفردات سياسية في أستانا أو غيرها أن تثبت وقف إطلاق النار أم أن الميدان السوري هو الذي يفرض نفسه مع ماتحققه قواتنا المسلحة من انتصارات . إن الانتقال من مخرجات لقاء أستانا إلى جنيف لايعني أن الطريق نحو حلول سياسية مبشرة سيكون معبدا ً بالورود وتبقى الكلمة الفصل لبندقية الجيش العربي السوري ولصمود الشعب السوري الذي لاخيار له سوى النصر للعيش في ظل دولة موحدة يسودها الأمان والاستقرار .