2025-05-20 05:00 ص

تعطيل المنتج السياسي الروسي مستمر.. مابعد أستانة هل يستقر؟

2017-01-31
بقلم: الدكتور محمد بكر
قنابل سياسية بالجملة تفجرت في طريق المسار السياسي الذي دأبت روسيا على صياغته خلال الفترة الماضية، أقل ما يمكن أن تشي به أن المسارات السياسية مابعد أستانة لن تكون سلسة وسالكة بسهولة، ماأعلنه ترامب عن ضرورة البدء بإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري جاء مفاجئاً للروسي الذي أعلن عن أن الخطوة الأميركية تأتي أحادية، محذراً من عواقبها الوخيمة، إضافة لاقامة قاعدة عسكرية ثالثة في الحسكة في منطقة تل بيدر حيث تتواجد قوات كردية وذلك لمواجهة داعش بحسب ماقيل أميركياً وهذا ما يقوض بطبيعة الحال الجهد الروسي في رسم ملامح المسارات السياسية في سورية. نقطة أخرى تصب في ذات الخانة هو ما كشفته مصادر سعودية عن أنها مستثنية من الرسالة التي نقلها المبعوث الكويتي لطهران لجهة التقارب مع الأخيرة في مواجهة مايتهدد المنطقة من أخطار، هذه الجزئية هي  نقطة مهمة نقرأ من خلالها أن منتجاً ما يُحضر سعودياً وليس بعيداً من العين الأميركية يأتي كرد من الرياض على التطورات الميدانية والسياسية السورية، التي باتت تفرض فيها اليد الروسية وتفصل في المشهد السوري وتغربل مآلات ونهايات الحرب السورية وفق المعايير الروسية الخالصة، من هنا يمكن الربط بين هذه القراءة للسلوك السعودي المحتمل، وبين ماتم الإعلان عنه لجهة تشكيل هيئة تحرير الشام بزعامة أبو جابر الشيخ، وانضمام قيادات من أحرار الشام لها وفصائل مسلحة أخرى، الذي يتجاوز في اعتقادنا هدف تشكيلها ماقيل أنه لتجاوز الخلافات والعواصف التي عصفت بالبنية التشكيلية للفصائل ولرأب الصدع ورص الصرف، إلى مستوى أكبر تُعد ملامحه وأهدافه وأبعاده في دوائر دول اقليمية لايروق لها التفرد الروسي الإيراني وحتى التركي في رسم نهايات المشهد السوري. من المبكر في اعتقادنا الحديث عن  ماهية السلوك الأميركي بشكل حاسم ولانعرف مامدى صلابة القاعدة الندية والبناءة التي كشفت عنها المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب، واتفاق الطرفين على ضرورة العمل معاً والتنسيق لأولوية محاربة الإرهاب. الحديث الروسي عن أن الجهود السياسية للحل في سورية انتقلت لمستوى نوعي بعد محادثات أستانة وستشكل أساساً مهماً لمحادثات جنيف جاء في اعتقادنا من كسب الطرف التركي وجذبه للرؤية الروسية إذ يجد أردوغان نفسه مضطراً أكثر للانخراط في محور موسكو ولو خلال الفترة القليلة المقبلة، ولاسيما بعد التناغم الكردي الأميركي في الشمال. يبدو أننا أمام مرحلة حساسة لاتخلو من محاولات لتقويض وتحجيم  الارتدادات السياسية لما جرى في أستانة، وأن مخرجات هذه الأخيرة لن تستقر، ولا ندري إن كنا أمام نسخة غير معدلة عن اجتماعات جنيف السابقة يعود فيها الكباش للمربع الأول، أم أن كل القنابل التي دوّى صداها هي إعلامية فقط للتشويش على التفرد الروسي في إدارة الملف السوري لن تغني ولن تسمن من جوع
* كاتب صحفي ومحلل فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83@gmail.com