2025-05-19 11:41 ص

مكافحة الإرهاب الغاية والوسيلة

2017-03-08
بقلم: محمود الشاعر
حين أعلن الجيش العربي السوري انتصاراته المدوية في حلب أصيب أعداء سورية بالهيستيريا وبحالة من عدم التوازن مما أفضى إلى تسخين الجبهات والسعي لفرض عقوبات على سورية وتوجيه اتهامات باطلة يمينا ً وشمالا ً،لكن الانجازات العظيمة في الميدان الحلبي قطعت الطريق أمام أي خطة لتقسيم سورية وقوضت الحلم التركي بالتمدد في سورية وإيجاد مناطق نفوذ له على الأرض السورية ،ومع إعلان مدينة تدمر مدينة محررة من رجس الإرهاب الداعشي يفرض الوفد السوري في جنيف رؤيته في مسار العملية السياسية ليضيف ديمستورا سلته الرابعة التي تتضمن إستراتيجية مكافحة الإرهاب ، لكن وفد "منصة الرياض " الذي يرتكز على أسس وهابية وداعشية رفض مكافحة الإرهاب كأولوية، كيف لا ؟ والكلب لايعض أخاه يضاف إلى ذلك ارتباطه بمشغلين وممولين لايسعون جديا ً لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية التي تدخل عامها السابع. لقد كان سعي وفد الرياض إلى المباحثات الأخيرة لتحقيق أطماع شخصية تتمحور حول مسألة الحكم بما يحقق مصالحهم وينأى بعيدا ً عن مصالح الشعب السوري في إحلال السلام ، ويعرقل أي حلول سياسية من شأنها إنهاء الحرب والتخفيف من معاناة السوريين مما يؤكد افتقاد هذا الوفد للمصداقية وسعيه الحثيث لإرضاء القوى الامبريالية التي تسعى للاستثمار في قضية الإرهاب ونشر الفوضى لأطول وقت ممكن . إن التركيز على مكافحة الإرهاب من قبل الوفد الحكومي واعتباره أولوية إنما يفرضه الواقع المرير الذي يعيشه الشعب السوري الذي عانى ويعاني الكثير من ويلات الإرهاب وإجرام الإرهابيين الذين استخدموا مختلف فنون القتل البشعة وارتكبوا مجازر بحق الأبرياء من أبناء سورية ودمروا الآثار العريقة وحاولوا تشويه الوجه الحضاري للبلاد وتسببوا في نزوح الآلاف المؤلفة من السوريين . إن الصيغة الديمقراطية التي يريدها السوريون لبلادهم والمتمثلة بانتخابات برلمانية واستفتاء على الدستور لايمكن أن يتحقق في ظل الإرهاب وعدم الاستقرار لذا لابد من تضافر الجهود والسعي لمبادرات وطنية هدفها معالجة الأزمة ضمن رؤية واسعة وموحدة تنسجم مع متطلبات الشعب السوري وتتفق مع تطلعاته في بناء دولة موحدة بعيدا ًعن التقسيم والشرذمة والتدخلات الخارجية .