2025-05-18 12:02 ص

فضيحة جديدة تقترب من البيت الأبيض

2017-05-15
بقلم: رابح بوكريش
ترامب يقيل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي ، وربما يكون كومي بدأ في التوصل الى ادلة موثقة تؤكد تورط الرئيس ترامب، او بعض اعضاء فريقه الانتخابي في علاقات مع المخابرات الروسية . ووصف الديمقراطيون في مجلس الشيوخ قرار إقالة كومي بأنه أمر شبيه بقرار الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون إقالة القاضي المستقل الذي كان يحقق في فضيحة ووترغيت. ولاقى قرار إقالة كومي الكثير من الانتقادات في واشنطن . ونسبت إدارة ترامب فصل كومي إلى تعامله مع التحقيق في خادم البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون، لكن الديمقراطيون سخروا من هذه الفكرة . وكان أوباما من عيّن كومي في منصبه عام 2013، الذي كان من المفترض أن يبقى فيه حتى 2023. الواقع أنه بعد أن نفض ترامب يديه من الأوامر والقوانين المتشبعة فيما يتعلق بقضية أو باما كير عمد الى خوض غمار القضية المتعلق باحتمال تدخل روسيا لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية ، وقد ركز على من يتولى التحقيق في القضية ، ولهذا الغرض كان من الواجب العثور وسيلة للاطلاع على رغائب جيمس كومي . إن اهتمام ترامب المفرط بهذه القضية طوال الأشهر الماضية التي قضاها في الحكم تجعلنا نؤمن بأن هناك شيء مريب في هذه القضية . ونويا ترامب في هذا الصدد واضحة ومدققة ولذلك صمم على القيام بشيء للخروج من المأزق الروسي ، وهذا الشيء هو اقالته لمسؤول التحقيق في القضية . ولا شك أن تعابير ترامب وأعماله لا ترضي لا الشعب الأمريكي ولا المسؤولين ، ولهذا نجد كلا الطرفين يتذمر من سياسة ترامب ويعتبر تصريحاته ولهجاته المتكبرة وعباراته الفاترة أحيانا لا تشعر المرء أن الأمر يتعلق برئيس أمريكا . من المعلوم أن ترامب كذب جميع الأخبار التي راجت حول الاتصالات مع الروس خلال الحملة الانتخابية ، ومثل هذا التكذيب شيء أصبح عاديا ومنتظرا من ترامب ، ولكن هذه التكذيبات لن تغير شيئا في الواقع والتحقيق سيستمر . ولكن الضجة التي أثارتها الإقالة في جميع الأوساط السياسية الأمريكية وفي بعض الدول الصديقة لأمريكا والعالم فوجئت ترامب نفسه ومن معه . الحقيقة الواضحة في هذا الصدد أن ترامب يكون قد اقترف خطأ كبير عندما اقال جيمس كومي الذي لم يأمله الكثير من المسؤولين ومنهم المقربين للرئيس نفسه . والواقع أن ترامب غير قادر على منع التحقيق في القضية . ولهذا فإنه من المتوقع أن يتطور النزاع الخفي بين ترامب والمحققين في القضية الى صراع عنيف ، وترامب بدأ يدرك أنه لن يكمل عهدته ألا إذا تخلص بشكل نهائي من هذه القضية . وهذا الإدراك هو الذي يسطر لترامب سلوكه ويملي عليه أعماله . أما فيما يتعلق بالمحققين فأعتقد إن أفضل موقف في الوقت الراهن هو السكوت ، وإذا دخل معهم في نزاع حاد حينئذ على المحققين أن يكشفوا عن موقفهم النهائي إزاءه و أن يفعلوا ما تمليه عليهم مصلحة المبادئ الديمقراطية التي يمثلونها ، وعلى هذا الأساس فإنه ليس من المستبعد أن تكتشف الحقيقة كاملة كجميع التحقيقات لا بد أن تدق ساعة نهايتها في هذه الحالة سيصبح الرئيس ترامب فوق الإعصار ومن الممكن أن يصل الأمر الى فضحية جديد مثل التي حصلت لنيكسون .