2025-05-17 04:14 م

الشارع العربي والحرب المزعومة

2017-06-08
بقلم: د. أنور العقرباوي
من الصعب الإنحياز لدى أي من أطراف "النزاع" داخل البيت الخليجي، على ضوء ما أصاب الكثير من البلدان العربية من دمار وخراب وقتل وتشريد، ساهمت فيه بدون رادع من ضمير، أو واعز من الترابط التاريخي والقومي والديني، مشيخات تلك المنظومة اللتي ما انفكت عن دعم وتسليح الجماعات الإرهابية، بدعوى نشر الحرية والديمقراطية فيما وراء حدودها، بينما راحت اليوم في تصفية الحسابات فيما بينها، سواء ما علق منها منذ تبادل الأدوار في تخريب الساحات العربية، أو تلك اللتي استجدت على إثر القمة العربية الإسلامية الأمريكية، اللتي وصفها وزير الخارجية السعودي بالحدث التاريخي ضد "التطرف والإرهاب"! المتتبع للأخبار وتطورات الأحداث والتحركات، يحسب أن الحرب قد غدت قاب قوسين أو أدنى، وأنه مالم تحدث معجزة فإنه ربما يكون من المستحيل تفاديها أو وأدها في مهدها، خاصة على ضوء توالي الخطوات التصعيدية والتصريحات النارية، ناهيك عن الدور اللذي تلعبه وسائل الإعلام في تأجيج المشاعر، سعيا منها في تبرير أو تفنيد موقف هذا الطرف أو الآخر، سعيا لإستمالة الرأي العام كل إلى جانبها. ليس خفي على أحد، الدور اللذي ينشده آل سعود في لعب دور الشرطي بالوكالة، أو سماح حكام قطر بإنتشار القواعد الأمريكية على أراضيهم، طالما أن ذلك يسهم في الحفاظ على مصالح الجميع من التابع إلى المتبوع، لكن الشيء اللذي لا يمكن لأي من أطراف الخصام أن يتجاوزه أو لكل عاقل أن لا يدركه، أنه لن يسمح لأي منهم أن يخرج عن فلك الطاعة الأمريكية والدور المرسوم لهم، فكيف لهم أن يوقدوا حربا فيما بينهم! ومن هنا نرى أن التغريدة اللتي أطلقها مؤخرا الرئيس الأمريكي، مؤيدا الإجراءات التصعيدية لطرف على حساب طرف آخر، وإعتبارها بداية النهاية للإرهاب، لا تعدو كونها أكثر من رسالة أريد بها لمن يهمه الأمر، وهو يعلم أنه قادر على دفع الثمن، أن لا يتوانى عن دفع الأتاوة أسوة بمن سبقهم على عجل! وإذا كان لا بد للشارع العربي أن يتخذ موقفا، فإنه حري بالطرف أو الأطراف اللتي تنشده، أن تبادر إلى: 1. الإعلان فوريا عن عودة العلاقات الطبيعية مع سورية 2. تقديم الإعتذار للشعوب العربية من ليبيا والعراق إلى اليمن وسورية فيما اقترفوه من جرائم بحقهم 3. تأسيس صندوق من أجل جمع الأموال ودفع التعويضات للمتضررين من المؤامرة اللتي أسهموا فيها، وإعادة بناء ما دمروه أثناء الحروب على هذه البلدان 4. الإعلان بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية، وتأييدها ودعمها اللامشروط للمقاومة من أجل إستعادة كامل الحقوق المسلوبة.