بقلم: محمود الشاعر
سورية الجريحة تتعافى اليوم على أيدي بواسلها الأبطال ويتجلى نصرها العظيم بأبهى صوره على بوابات العاصمة حيث معرض دمشق الدولي الذي أعلن بدء مواسم القطاف فيجني السوريون ثمار صمودهم وثباتهم بعد سبع عجاف قدموا خلالها أعظم التضحيات وقدموا خيرة أبنائهم على محراب الكرامة فكان الثمن غالياً وارتد دعاة الفكر الظلامي إلى كهوفهم خائبين ينعون مشاريع مشغليهم الخاسرة في المنطقة ويترقبون الأزمات المتفجرة التي يعاني منها معسكر العدوان الداعم لهم ، فأمريكا التي تتخبط في صراعها المرتقب مع كوريا الشمالية وفنزويلا تشهد اليوم انقساماً حاداً وخلافات عميقة تنبئ بحدوث انفجار ما داخل البيت الأبيض، أما رعاة الخليج فقد فاحت رائحة خلافاتهم في البيت الخليجي حتى أزكمت الأنوف، ولدى الكيان الإسرائيلي ما يخيفه ويقضّ مضجعه بعد الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش السوري والتي ألحقت بالنصرة وأخواتها هزائم موجعة مما جعل صور الفرار الجماعي للإرهابيين تطفو على سطح المشهد الحالي مع الانشقاقات الكبيرة في صفوفهم الأمر الذي دفع باسرائيل إلى التخوف من تغيير ما في المنطقة يضر بمصالحها ويهدد كيانها فراحت ترجو أسيادها الأمريكيين لاختراق اتفاق الهدنة مع روسيا في الجنوب السوري فهذا الاتفاق يرفع من وتيرة القلق لدى الكيان لكن ما يقصم الظهر الإسرائيلي حقاً هو المعركة المشتركة التي يخوضها أبناء سورية والعراق ولبنان ضد العدو الإرهابي المشترك الذي تعلن اسرائيل دعمها له وتضامنها معه حيث تخوض ثلاثة جيوش عربية معارك واحدة ضد عدو واحد وعلى جبهات مختلفة في العراق وفي جرود لبنان وعلى جبهات مختلفة من سورية ولا يخفى على اسرائيل أن الجيوش القادرة على الثبات والصمود في وجه داعش وغيرها قادرة أيضاً على خوض معركتها الكبرى لتحرير فلسطين بعد أن خبرت فنون القتال وظروفها الصعبة جيداً وعلى اسرائيل أن تدرك جيداً أن زمن الانتصارات بدأت مساحته تتسع وتمتد فمن بوابة دير الزور يثبت الجيش السوري نقاط تقدمه هناك ويواصل معركته ضد الإرهاب بعد تدمير القوافل الداعشية المتجهة إلى المدينة وقتل إرهابييها إلى بوابة معرض دمشق حيث تنكسر أحلام المعادين لسورية وتلوح في الأفق مؤشرات تعافيها وقدرتها على النهوض من تحت الركام وإعادة الإعمار وما التدفق البشري الهائل الذي شهدته العاصمة دمشق خلال معرضها إلا دليل على أن الحياة بدأت بالعودة إلى مؤسسات وأركان الوطن وأن سورية مستمرة في الحفاظ على دورها الحضاري والعروبي والإنساني رغم جميع التحديات ، وإن إرادة الشعب في عيش حياة حرة كريمة تفرض نفسها ولابد للقدر أن يستجيب لإرادة الشعوب مهما طال الزمن . *أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص