2025-05-15 02:39 ص

كاتالونيا هي اسبانيا

2017-10-02
بقلم: رابح بوكريش
تظاهر الآلاف في مدن إسبانيا الرئيسية: مدريد وبرشلونة وإشبيلية وسانتاندير وفالنسيا واليكانتي وملقة، دعما لوحدة إسبانيا. وقد أثار الاستفتاء الانقسامات كذلك بين الكتالونيين أنفسهم أيضا حيث شهدت برشلونة عاصمة إقليم كاتالونيا أيضا في اليومين السابقين مظاهرات حاشدة مناهضة لفكرة انفصال الاقليم عن إسبانيا. وتمّ خلالها رفع علم إسبانيا ودعمتها بعض الأحزاب اليسارية والنقابات ورفع بعضهم لافتات كتب عليها “كاتالونيا هي اسبانيا”.. من جهة أخرى فقد أمرت السلطات في مدريد الشرطة بضمان عدم السماح بالإدلاء بأية أصوات في الاستفتاء الذي اعتبره القضاء غير دستوري. لهذا فشل الاستفتاء بسبب الإجراءات القائمة عليه . إن ما يجب أن يتفطن إليه العالم هو أن القومية في كثير من البلدان تهتم بما يجري في العراق وإسبانيا وبتطورها في كل لحظة ، بل أن كل يوم يمر يمكن أن يشهد ظهور جماعة انفصالية بصورة فجائية ، ولهذا فإنهم عندما يجدون فرصة للتظاهر في هذا البلاد أو ذاك يشعرون بالارتياح يتسرب الى أعصابهم وهم ينصتون الى خطيب يتحدث عن القومية والانفصال والكثير منهم يعتقدون أن هذا الطلب سيغير حياتهم . والحقيقة الواضحة تما هي أنه إذا نجح الانفصاليون في مخططاتهم الغير منطقية فإن العالم سيقف أمام تحديات جمة . على كل حال يصعب على الرأي العام العالمي أن يقبل بأن زعيم انفصالي يريد فرض شخصه وحمل الناس على تزكية أفكاره الغير مقبولة لدى اغلبية سكان المعمورة وأنه لمن المؤسف أن نجد بعد الأنصار يصوتون لصالح الانفصال لأسباب اقتصادية . في هذا الصدد ركز مسؤولي الحركة الانفصالية في كتالونية جهودهم الدعائية على الاقتصاد ! إذ ترى في الانفصال مقدمة للأزهار الاقتصادي والسياسي والثقافي ؟! وللأسف فقد استطاع بعد مسؤولي هذه الحركات الانفصالية أن يقنعوا بعض الناس بهذه الفكرة الغير صحيحة حتى أن بعض الناس أصبحوا يرددونها لأقناع غيرهم بهذه الفكرة " انظر ما جرى للسودان بعد الانفصال ، يقتتلون فيما بينهم و يعانون الأوبئة والمجاعة، حتى ان جزءا كبيرا منهم فر بنفسه خارج الاقليم. فر الى اين؟ إلى الشمال الذي قرر بالأمس القريب الانفصال عنه.. الواقع أن (الاتحاد قوة)، هذا المثل العريق الذي تربّت عليه أجيال كثيرة، جاء من واقع التجربة التي أثبتت بأنّ الاتحاد أساس نهوض الحضارات وتطورها . والأمثلة على ذلك كثيرا منها حصريا الولايات الأمريكية المتحدة ، المملكة المتحدة والمانيا الاتحادية والإمارات العربية المتحدة. الواقع أنه إذا تصفحنا التاريخ ندرك من خلاله: أن الأمة كلما كانت متوحدة كلما كانت مهابة وعزيزة وقوية . على كل حال لنا الثقة الكاملة في الحكومة الاسبانية بأنها تستطيع أن تجتاز هذه المرحلة الصعبة من حياتها و المؤكد أنها ستحرص على تحاشي خلافات جديدة من شأنها أن تفسد حظوظ التفاهم بين الشعب الاسباني الواحد . من هذا وذاك نعتقد أن السيناريو الأكثر ترجيحا للأزمة الحالية هو ذهاب الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات .