2025-05-14 08:08 م

ألاعيب ترامب المكشوفة

2017-10-24
بقلم: محمود الشاعر
تمثيلية محاربة الإرهاب التي يلعب فيها ترامب دور البطولة ويحاول بحيله وألاعيبه إقناع الآخرين بجدواها لا يمكن أن تنطلي على أحد ، ففي كل يوم تثبت الوقائع أن الرجل متورط في دعم الإرهاب ويسعى جاهداً إلى تعميق علاقاته مع التنظيمات الإرهابية، وقد ظهر ذلك جلياً حين قامت أمريكا بتأمين ممرات آمنة لإرهابيي داعش بالقرب من قاعدتها العسكرية في التنف بهدف ايصالهم إلى مناطق خفض التوتر في الجنوب السوري بالإضافة إلى قيام قوات " قسد" المدعومة أمريكياً بإخراج إرهابيي داعش من الرقة وتأمين غطاء آمن لهم لإيصالهم إلى مناطق الاشتباك مع الجيش السوري في دير الزور، الأمر الذي يؤكد قدرة واشنطن على المراوغة وإمعانها في سياستها العدوانية ضد سورية بعد شعورها بخسارة مشاريعها في المنطقة وفشلها في تنفيذ أجندات التقسيم التي سعت إلى تحقيقها خدمة لإسرائيل. إن حالة التورم التي أصيب بها ترامب مؤخراً وتقمصه لشخصية الشرطي الوصي على العالم والقادر على التحكم بمصائر الشعوب تفسر تخبطه وافتعاله للأزمات والحروب التي يسعى لأن تصب في مصلحته لذلك يحاول استخدام أدواته التي يضرب بها عشوائياً وفي مختلف الاتجاهات وقد استخدم داعش والنصرة وقوات سورية الديمقراطية للنيل من سورية كما أشهر ورقة الاتفاق النووي في وجه ايران وهدد بالانسحاب منه، وذلك كله لا يمكن أن يشكل غطاء يستتر به ترامب الغارق في خلافاته الداخلية مع الكونغرس وفي قلب البيت الأبيض. لقد أثبتت الوقائع أن أكذوبة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب لم تكن سوى خرافة أمريكية يراد بها رعاية الارهابيين والتستر على جرائمهم الوحشية وأن التنظيمات الارهابية التي ظهرت مؤخراً وبتسميات وتشكيلات مختلفة هي صناعة أمريكية بامتياز لشن الحروب بالوكالة ونشر الخراب والدمار عبر جيوش بديلة يتم تزويدها بالأسلحة المتطورة والمعلومات الاستطلاعية عبر الأقمار الصناعية وتوفير طرق آمنة لعبورها، لكن الخسارات الكبيرة التي منيت بها الجيوش البديلة تؤكد أن مخطط الحرب" بالوكالة" قد باء بالفشل وإن محاولات إنعاش التنظيمات الإرهابية التي تحتضر في سورية لن تجدي نفعاً لأن هذه التنظيمات دخلت في مرحلة الصراع من أجل البقاء فقط بعد أن فقدت السيطرة على مواردها المالية وخسرت أبرز متزعميها ولم يبق لهم سوى الهيكل الخارجي الذي يشبه الفزاعة المفرغة من الداخل . وهكذا فإن هزيمة الشيطان الداعشي في سورية باتت قريبة جداً وإن حاولت أمريكا إحياء أذرعها الإجرامية هنا وهناك كما أن المساعي لاتفاقات خفض التوتر تزداد يوماً بعد يوم وعجلة المصالحات تسير بخطاً حثيثة في مناطق مختلفة من سورية أما لغة الميدان فتفصح عنها انتصارات الجيش السوري البطل وتضحياته وعطاءاته المستمرة. 
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص