يبدو أن إجهاض المسعى الكردي سببه ضغوطات من قوى إقليمية تسارعت وتيرتها بسبب نية الأكراد في الانفصال، فمنذ أن أعلن عن نتائج الاستفتاء، قامت تركيا وإيران بتنفيذ حملة حصار للإقليم بدعم قوي من قبل بغداد، إلا أن هناك عامل أثر في إحباط الأكراد في مسعاهم، من جراء حالة الانقسام التي لحقت بالصف، فحلم الأكراد كما نرى لم يتحقق في إقامة كيان مستقل لهم في كردستان العراق، بعد أن فرح أكراد العراق بنتائج الاستفتاء الذي جرى في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي بعد أن صوت عليه أكثر من تسعين في المائة على الاستفتاء، لكن بعد الاستفتاء شهدت أزمة كردستان مع بغداد تطورات دراماتيكية خلال الأسابيع الماضية، وذلك بعد قيام حكومة بغداد بفرض حظر جوي على إقليم كردستان العراق كإجراء أولي، كما أن تداعيات الاستفتاء بيّنت أن هناك تراجعا في حكومة كردستان في مقابل بسط حكومة بغداد سيطرتها على كركوك.
وبحسب مراقبين فإنهم يرون بأن الانقسام الكردي بين الحزبين الكبيرين في كردستان العراق أحبط الأكراد وبدد حلمهم في إقامة دولة لطالما حلم بها الأكراد، فهل مات الحلم الكردي، من جراء هذا الانقسام؟ فكما نرى بأن المشهد الكردي عاد إلى الوراء من جراء إحباط مشروعهم، رغم أنه قيل لهم بأن مشروعكم سيكون فاشلا، لكنهم أصروا على إجراء الاستفتاء، وفي النهاية لم يتمكن الأكراد في العراق من إكمال مشروعهم نحو الاستقلال، فبغداد لن توافق على تجزئة العراق، ومن هنا تحركت بغداد من أجل إعادة الوضع كما كان عليه قبل الاستفتاء، واستعادت كركوك بكل هدوء..
هل أحبط الحلم الكردي بإقامة دولة مستقلة؟
2017-10-25
بقلم: عطا الله شاهين