من يرى الرقة يعتقد بأن زلزالا مدمرا دمرها، فالرقة كانت مدينة تشع بالحياة قبل أن يدخلها تنظيم داعش ويعلنها كعاصمة له، والآن باتت مدمرة تماما من حرب أتت على كل شيء فيها خلال أربعة أشهر من قصف مدمر لها، فتنظيم داعش احتلها، والتحالف الدولي ظل يقصف مواقع تنظيم داعش وعناصره، ولكن بعد أشهر من اتخاذ قرار باستعادتها من تنظيم داعش استطاعت قوات سورية الديمقراطية في النهاية من دحر تنظيم داعش واستعادة المدينة منه، فالرقة تحولت إلى أكوام ركام فقط، ويمكن القول بأن عشرين في المائة من أبنيتها يصلح للسكن، رغم رائحة البارود والمنظر البشع للدمار في أزقتها وشوارعها مما يجعل المرء يشعر بخزن على مدينة كانت تعج بالحياة قبل أن يتم احتلالها من تنظيم داعش وتدميرها في حرب شرسة دارت رحاها أكثر من أربعة شهور، وظلت تحت القصف مما تعرضت لدمار شامل. فمن يرى الشوارع في الرقة لا يصدق حجم الدمار، الذي طال المدينة. فعلى جدران المدينة المدمرة تغيرت الألوان من ألوان أعلام تنظيم داعش السوداء إلى ألوان أعلام إقليم كردستان، فمن يتجول في شوارعها يرى بأن الرقة باتت ملونة بألوان سوريا الديمقراطية، لكن أكثر ما يدهش أي إنسان يتجول في شوارعها ما يراه من حجم الدمار فيها، فهي سويت بالكامل بالأرض، فموسكو قارنتها بمدينة درسدن، التي دمرها الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية.