بقلم: حسن مرهج
في الميدان و السياسية مسارات تفرض خطوط استراتيجية من شأنها رسم معالم المنطقة ، و بالنظر إلى انجازات الجيش السوري و حلفاؤه و ما ترافق من كسر خطوط امريكا التي وضعتها في الميدان السوري ، و مع تعدد السيناريوهات سواء ما يخص المسار السياسي او الميداني ، فقد بات من المعروف ان داعش كان أحد السيناريوهات التي كانت معدة لسوريا و الشرق الاوسط ، و اليوم بات هذا السيناريو على مقربة من النهاية ، و لا تزال هناك بعض المواجهات حيث ان المرحلة الاولى من المخطط المعد لسوريا و المنطقة لم ينتهي ، و لكن بالتوازي يتم العمل على الخطة الثانية و هي تتريك المنطقة ، حيث ان الولايات المتحدة دعمت مشروع تركيا في السر و العلن و تقسيم المنطقة تحت مظلة تركيا و الاردن وصولا الى ما يعد في لبنان و انقلاب الاخوان في مصر و ليبيا و تونس و الجزائر ، و هنا ايضا هزم هذا المشروع ،و لا نزال نتلقى بعض الخطط فكلما هزم مشروع اوجدوا مشروع اخر في سوريا او المنطقة .
مجددا تحاول واشنطن و من ورائها دول عربية اقليمية ، اللعب على الوتر الطائفي لتكريس التقسيم ، و العمل على خلق بيئة توتر جديدة ، لتكون بؤرة طائفية يمكن من خلالها استغلال حالة التوتر ، و وفق المخطط الامريكي سيتم اللجوء إلى موضوع الاقليات في المنطقة عبر احداث بدائل مثل قوات سوريا الديمقراطية التي هي اداة لتحريك مشاريع أمريكا في المنطقة ، و ما تحاول ان تقوم به امريكا عبر الاكراد هو اقامة درع سني قبلي في شرق سوريا ، ليكون ذريعة تدخل جديدة تستخدمها واشنطن ، و هذا ما اكدته بقولها انه حتى لو انتهت داعش لن ننسحب من سوريا ، و هذا المشروع الدرع السني القبلي يتماهى مع المشروع الاسرائيلي ، و لكن لا يظن احد ان الاكراد قادرين على تحقيق هذا المشروع ، في المقابل و بلا أدنى شك ترامب قبض ثمن خططه في سوريا من دول عربية باتت معروفة للجميع ، و المطلوب هو منع تواصل ايران مع العراق و مع عمق سوريا الاستراتيجي وصولا الى لبنان ، و الجدير بالذكر أن روسيا أبلغت بهذا الأمر ما يطرح العديد من اشارت الاستفهام ، و بالتالي كل ما يعد هو لمنع تواجد حزب الله و ايران في جنوب سوريا .
و بالتوازي مع الخطة الامريكية البديلة ان صح التعبير ، نجد ان ما يقوم به الأكراد من اندفاعات تجاه حقول النفط في شرق سوريا ، يأتي في جانبين الأول تمهيدا لمشروع الدرع السني القبلي ، و الثاني الحصول على ورقة تفاوض سياسية في المستقبل للحصول على حكم ذاتي و هذا الامر بطبيعة الحال لن يقبل به الرئيس السوري بشار الاسد او القيادة السورية و لن يعطوا أي تنازلات لقسد او أي فصيل معارض .
بالنتيجة كل ما يحصل اليوم هو نتيجة تفاهمات كيري لافروف ، على تقسيم الأدوار و مناطق النفوذ في سوريا ، حيث تم استعادة مساحات كبيرة وسط و جنوب و غرب سوريا ، بالمقابل كان الأمريكي و أدواته في الشرق يقومون بما يحلو لهم ، بذريعة محاربة الإرهاب ، لكن من المؤكد أن هناك تحضيرات تقوم بها الدولة السورية ، لمواجهة أي قوى في الجغرافية السورية ، بمعنى ربما نكون أمام حركة شعبية وطنية سورية لمواجهة التواجد الأمريكي الغير شرعي في سوريا .
و في سياق متصل ، نجد أن هناك تكتل عربي اقليمي يؤثر على الادارة الامريكية تجاه السياسية في لبنان ، من شأن هذه السياسية فرض عقوبات على حزب الله و بعض المصارف اللبنانية التي تتعامل معه ، ما يؤسس لاهتزاز اقتصادي في لبنان يدفع الحكومة اللبنانية إلى الاستقالة ، و من ثم ستقوم اسرائيل باستغلال هذا المناخ لشن عدوان على حزب الله في ظل عدم اتخاذ قرارات من قبل الحكومة اللبنانية المستقيلة .
ضمن هذه المعطيات ، هناك تحضير لمسرح حربي و بيئة اشتباك مناسبة ، و ما تقوم به بعض الدول العربية هو دفع الاسرائيلي لضرب حزب الله على الاراضي السورية إضافة إلى استهداف مراكز مهمة للجيش السوري ، الاسرائيلي الان في حرب مع الزمن حيث كلما طال الزمن اصبح محور المقاومة اقوى ، و الجدير بالذكر ان ما حصل من مصالحة بين حماس و فتح هو تمهيد للحرب القادمة لكي لا تكون غزة جزءا من هذه الحرب .
قد يتساءل البعض و ضمن هذه السياسيات و الخطط الأمريكية و بالتنسيق مع دول اقليمية ، عن موقف سوريا و دول محور المقاومة ، نستطيع القول بأن القيادة العسكرية السورية تمتلك من الزخم الهجومي و التصميم على إقتلاع الإرهاب الامريكي و التركي و السعودي ما يكفي لتدمير كافة الخطط.المسارات السياسية و الاستراتيجية في سوريا و المنطقة
2017-10-27