2025-05-14 08:41 ص

رب بطل صنعته الصدفة دون ميعاد

2017-11-21
بقلم: د. انور العقرباوي
هل سيأتي ذلك اليوم اللذي سيكشف فيه عن ملابسات إعلان الحريري استقالته من الرياض، أو اليوم اللذي سوف يتبين فيه نتائج سياسات آل سعود في المنطقة، اللتي لا يختلف الكتيرون عن وصفها بالتهور والرعناء؟ وهل أننا حقا في حاجة للإنتظار ولا تكفينا مشاهد القتل والدمار والتشريد وإنتشار الأمراض، اللذي يشهد عليه العالم وتجمع على حقيقته مؤسساته الإنسانية وكياناته السياسية، في كل رقعة امتدت إليها يد الغدر السعودي، واللذي لم يعد يخفى على كل ذي عيان، حتى نعلم الجواب؟! كثيرون لا شك يتمنون أن يأتي ذلك اليوم، حتى يرتاحوا من الهواجس والتخمينات وما قد تخفيه بين ثناياها من المفاجئات والأخطار، تحسبا من إستمرار سياسة المكائد المرتجلة والعبث بالإستقرار الأمني والمعيشي، على حساب المواطن العربي المغلوب على أمره في مجمل الأحوال! تفاوتت ردود الأفعال والتحليلات والإستنتاجات على ما يمكن تسميته "أزمة الحريري"، وبالرغم من الإنفراج "الظاهر" وقرب عودة شخصه إلى لبنان، فإنه دون أدنى شك سوف يستقبل مثل الأبطال، واللذي لا يمكن في حينه تفسير حفاوة الإستقبال، سوى القناعة بأنه كان محتجزا رهن المساومة في الإختيار، بين الخروج عن بيت الطاعة الوهابي وتحمل النتائج الشخصية والتبعات، أو الحفاظ على مكتسباته السعودية في السير على سياسة "النأي بالنفس" في الصراعات، أو كما أصبغ عليها عميد الإرهاب الصهيوني "النتن ياهو" وصفة "صيحة تنبيه" من محاولات إيران السيطرة على الشرق الأوسط! وإذا كانت الصدف بين الحين والآخر تصنع من أشخاص على غير موعد معهم أبطالا، فهلا ستكون "الصدمة الإيجابية" اللتي بشر بها السيد الحريري من الرياض، هي الحقيقة اللتي سوف يزفها إلى شعبه، حين يبوح عما جرى وما كان لإظهار خطورة الوضع وحرصه على مصلحة لبنان، فيما يبيته لهذه الأمة الأرعن إبن سلمان، ويصدق قول رب العالمين فيه في مثل المؤمنين اللذين اشتروا أنفسهم وأموالهم من أجل الوفاء بعهودهم، حتى يفوز برضى الرحمن وحين سترفعه الأكف والأكتاف، عميدا ليس لأهل السنة وحسب، بل لكل أتباع الديانات المختلفة في لبنان، وربما في عالمنا العربي من كل مكان؟! بالتأكيد أن الإجابات على هذه التساؤلات سوف تتفاوت بين أصحابها كل حسب موقعه أو إنتسابه السياسي، ولكنها لن تحول دون أن تتفق بين من وضعوا بين ناظريهم مصلحة هذه الأمة والوطن، في التحرر من سياسات التبعية والإذعان، وحقها في إستتباب الأمن والأمان، على سبيل الرقي بالمواطن العربي المثقل بالهموم والأحزان وحتى الأوهام، بعيدا عن حسابات الضغينة والأحقاد!
 كاتب فلسطيني مقيم في واشنطن