2025-05-12 01:42 ص

الحالة في أمريكا

2017-12-24
بقلم: رابح بوكريش
بعد رفض قرار ترامب في ظرف عدة أشهر من الحكم لم ينجز ترامب من الأعمال الجدية حقا سوى واحدة وهي زرع الشك في نفس المواطن الأمريكي . وبالنسبة للأمة الإسلامية لم يأتيها من أمريكا سوى ما يخيب أملها ويحزنها ويفسد أحوالها . لقد كان ترامب يظن في قرار نفسه أن مجرد وصوله الى الحكم كفيل بجلب رجال المال الصهاينة نحوه وهذا ليس لمصلحة أمريكا بل لمصالح اعماله الخاصة ، وهكذا تبين جميع الدلائل أن الهدف من اتخاد قراره المشؤوم بنقل السفارة الأمريكية الى القدس الشريف ما هي إلا صفقة أولى مع رجال المال الصهاينة ...إن أبسط نتيجة وأوضحها هي أن ترامب فرض فرضا على الشعب الأمريكي من طرف جماعة من المتعصبين الأثرياء الذين يمثلون أبغض أعداء الشعب الأمريكي . وهكذا أصبحت أمريكا تعاني من مشكلات سياسية لا حصرا لها بعد أن وصل هذا الشخص الغريب الى سدة الحكم . وبنفس الوقت فان ترامب يعيش اليوم حالة من القلق وعزلة دولية بعد التصويت ضد قراره " نقل السفارة الأمريكية الى القدس الشريف " وان بعض اعضاء الكونغرس من الديمقراطيين قد قدموا بعض المذكرات التي تعكس ان هناك خللا سلوكيا في تصرفاته والذي اضعف الموقف الاميركي سياسيا وعسكريا في العالم. على كل حال الأيام تمر والغضب الشعبي في أمريكا يتزايد بسبب سياسة ترامب العنصرية وسيأتي يوم الحساب لأن الاستهتار بمصالح الشعوب لا يمكن أن يعمر طويلا . الواقع أن سياسة ترامب بلغت درجة من الضخامة والتأزم إذ زج بأمريكا في مغامرات خطيرة جدا وعزلها ديبلوماسيا عن العالم أجمع – هذا في الخارج وأما في الداخل فقد أصبحت هذه السياسة تقسم أكثر فأكثر الرأي العام الأمريكي . ومن أجل هذه الاعتبارات كلها تغلب التشاؤم بمستقبل أمريكا على التفاؤل به . إن الجو الذي أحدثته عملية التصويت و رفض إعلان ترامب بشأن القدس رغم الضغوط الأميركية والإسرائيلية هو أنها خلقت في نفوس الأمريكان شعورا ، بالقدرة على النزول بأمريكا .