2025-05-12 01:34 ص

الجوانبُ الميّتةُ في العقل العربي ...

2017-12-27
بقلم: عبدالفتاح السعدي
إن الخللَ في الوعي يخلُق خللاً في المبادئ ، وهذا يعني أنّ الأيمان - إن وجد – غيرُ محميٍّ الحمايةَ اللازمةَ لصون الذاتِ الفرديّة والجماعيّةِ ؛ لذلك لا نلمَسُ التلاحم الواجبَ للتكتل المفترَضِ الذي يمكّننا من الدفاعِ عن أنفسنا وحماية ذواتنا . فنحن مخترقونَ اختراقاً محترفاً يمنعنا من التعرّفِ على موضعِ الخللِ القائمِ فينا ، والذي يؤدي إلى تدميرنا وإذلالنا على مدى عقود ؛ على الرغم من شجاعتنا وتعقلنا ، كما يبدو لنا على الأقل ، فلم نفهم يوماً أنّ الأعراب مثلاً تحالفوا مع ثلاث قبائل يهودية ، ولبسوا لبوس ديننا وشهدوا بشهادتنا لفظاً ، وأوهمونا أننا وإياهم من انتماءٍ واحدٍ ودينٍ واحدٍ ، وحتى مذهبٍ واحدٍ ، فسلَّموا فلسطينَ سرّاً ، وأقاموا الممالكَ ، وكنا نحنُ البناؤون ، ونحن المساعدون دونَ أن ندريَ ، لا بل إنّهم جندوا بعضَ حكامنا وقوادِ ثوراتنا ، وجيروا مسيرنا المتفائل لصالحهم ، فقتلوا الشريف منا سرّاً ، ودعموا العميل الذي أحال نضالاتنا مع الأيام إلى كارثةٍ كان شبابنا وقودها ، فمنعوا تقدمنا العلمي ، واتحادنا الواعي الفاعل ، وأشعلوا عواطفنا التي ولّدتْ اعتصاماتٍ تستغيثُ بالذئب الذي افترسنا مرّاتٍ عدةٍ ، فبقينا ضحاياهم ، وضحايا الخللِ الذي مكَّنهم من قتلِ ملايين الشبابِ العرب على مذابح الغدر ، ومذبح اللاوعي . فاستفيقوا يا أولي الألباب .
*شاعر وكاتب عربي فلسطيني سوري