2025-05-11 06:09 ص

الأردن اللذي نعشق وننتظر

2018-01-03
بقلم: د. أنور العقرباوي
حسنا، لم تكن محاولة لزعزعة الإستقرار في البلد، وإنما إحالات للرتب العالية على التقاعد! وإذا كان بيان الديوان الملكي الذي أشار إلى أن "هناك من يسعى إلى إضعاف جهود الأردن تجاه قضية القدس"، ردا على الإشاعات اللتي ما لبثت أن انطلقت، فإنما الذي يهمنا ونحرص عليه أن يحفظ الله الأردن وشعبه من كل أذى، وأن يبقى نصيرا لقضايا أمته العربية وفي مقدمتها قضيتهم المصيرية! وما أن أعلن عن الخبر وما أعقبه من "الإشاعات"، حتى انهالت التكهنات والتحليلات عن آخر التغييرات، ناهيك عن إشادة البعض في "شفافية" بيان الديوان العتيد، إلا عن التمحيص في الكلام اللذي يستند إلى التقارير الإستخباراتية والتقويمات، اللذي سبق أن لمحت إليه سالف التصريحات وأكدته لاحقا المواقف والقرارات! ولكن دعونا من الشك اللذي لا سبيل إلى قطعه إلا باليقين إن توفر، وأن نعود بذاكرتنا ليس ببعيد إلى ما صرحت به الشمطاء كلينتون في تشرين أول عام 2015، حين أشارت على أنه من المستبعد التوصل إلى إتفاق سلام نهائي مالم يتضح للصهاينة والفلسطينيين "المصير الغامض" اللذي يواجه الأردن ومستقبله اللذي هو "السؤال المفتوح"، وإذا ما أضفنا إليها التصريحات اللاحقة الصادرة عن سفيرة الكيان الصهيوني في الأردن، عينات شلاين في آذار 2017, الذي غمزت فيه من خلال المخاوف بشأن الوضع الأمني والإقتصادي اللذي "يهدد" مستقبل الأردن، فإن لم يكن الغرض منها في حينه لا يخرج عن سياقات الترويج للوطن البديل، إذا فكيف لنا أن نفهم قرار الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، والقرار الأخير لحزب الليكود العنصري في ضم ما تبقى من الضفة الغربية إلى باقي الأراضي المحتلة من فلسطين، إن لم تكن كلها مكملة لبعضها البعض في سياق إقامة "الوطن الموعود"، اللذي تمهد له الفرصة المواتية من حالة التشتت والتشرذم العربي!! نعشق الأردن كما على الدوام عشقنا فلسطين، وندرك تماما حجم الحمل اللذي ورثه الأبناء، في حكم الإلتزام بما تعهدوا عليه الأجداد والآباء من وعود وإتفاقيات، والغبن في حرمانه وشعبه من إستغلال ثراوته الباطنية، حين راح يمد يده إلى من لا يفقه من معنى التضامن والتكافل إلا التساوق معه في تدمير ديار الأشقاء وتصفية القضية! ومن منطلقه فإنه مالم يتم إعادة تقييم المواقف ونحن ندرك المخاوف، فإن من كان حليفه شعبه، وعمقه الأم الحاضنة للكرامة والشرف العربي حين هزمت منذ يوم حلب المشروع الصهيو وهابي، فإنه لا خوف عليه حين سيقضي على بدعة الوطن البديل على طريق تحرير كامل فلسطين، وهو الأهل حينها بلقب خادم أولى القبلتين وثالث الحرمين وحتى الحرمين الشريفين، عندما سيولي آل سعود الأعقاب مندحرين عما قريب، وحين سيمجده التاريخ مع أبو عبيدة بن الجراح وعمرو إبن العاص والأيوبي صلاح الدين في سجل الشرفاء المخلدين! حمى الله الأردن وشعبه، وألهم قيادته الحكمة في إدراك المسؤولية والبعد عن التبعية، من أجل شعبه اليعربي اللذي لا يتوانى عن دفع الضريبة تلو الأخرى، من أجل أن يحيا الوطن مكرما مشرفا! 
*فلسطيني واشنطن