2025-05-10 12:28 م

تحيا سورية ظالمة أو مظلومة

2018-02-27
بقلم: د. أنور العقرباوي
يلجأ البعض فينا نتيجة الوضع المزري والواقع المؤلم الحالي، بالعبث في إيجاد المبرر اللذي يفسر ما آل إليه حال أمتنا، إلا في البحث عن المسؤولية، حين سيطر الإستبداد السياسي على أمتنا، تحت وطأة حفنة من حكام لا هم لهم، سوى إذلال النفوس وتسخير شعوبهم لأهوائهم، دون مراعاة لأي عدل أو قانون، حتى حين استغلوا الطائفية المقيتة، في سبيل عروشهم! اشتد الجدال والنقاش مؤخرا، حول الأحداث الجارية في الغوطة السورية، بين مؤيد للخطوات المشروعة في إستباب الأمن والأمان، اللتي يقع على عاتق أي دولة إتخاذها في سبيل توفير الحماية لمواطنيها، وبين من رأوا في ذلك أن مرده حقد طائفي، أسهبت في تعميقه وسائل إعلام مغرضة، حينما أغفلوا أن الوطن هو بيت كل مواطنيه على مخلتف معتقداتهم وحتى أعراقهم، وأصروا على التماهي مع مواقف عدوة الإنسانية والبشرية، اللتي ما برحت في التآمر على أقدس مقدساتهم، وبث الفرقة والنميمة بينهم! ولما يفترض أن يكون موقف كل حريص غيور إزاء ما يدور على أي أرض عربية، إنما الإنتماء لكل قضاياها على كل شبر فيها من محيطها حتى خليجها، فإن ما عداه من إقحام للمذهبية والطائفية لا يحتمل أي تفسير له، سوى التماهي مع كل من يضمر سوءا لها، سواء عن جهل أو سابق حقد دفين لديهم، حين خلطوا بين مفاهيم سماحة الدين اللذي لا يرسم الحدود للتفريق بين عربي على أعجمي إلا بالتقوى، وحكمة الخالق في تمايز الأمم عندما جعلها شعوبا وقبائل حتى تثرى المعرفة فيما بينها! لقد أزكمنا "الربيع العربي" بما فيه الكفاية من روائحه الكريهة وقترة أطلاله المدمرة، حتى لا نسهب أكثر في ما آلت إليه الخيرات الوفيرة لأمتنا الفقيرة من جزيات تحمي العروش، وتسويق لأرزاق الفلسطينيين المنهوبة على أيدي طغاة، لا يفقهون من الحكم إلا بقاءه بأي وسيلة! حتى لا يزال البعض منهم ينظر إلى الخليفة العصملي بإعتباره القدوة، حتى عندما أراد أن تنطلي علينا تهديداته بتوجيه صفعة "عثمانية" إلى الحلف العضو الأساسي فيه، ولم يجد أفضل من وسيلة في إستغلال "العقيدة"، وهو يندد لفظيا في تهويد القدس، حينما كان ولا يزال يقيم أقوى العلاقات الإقتصادية والأمنية معه! سورية هي قصة العروبة من أولها حتى يومها، وكما يدرك الجميع وحتى أعدائها فإنها لن تسمح، أن تدنس الخرقة الصهيونيه يوما سمائها العربية، مثلما يدركون تماما أن فلسطين ستبقى دوما بوصلتها العشقية، وإلا لما ساهمت حفنة من الصعاليك الحكام في التآمر عليها، اللذين لا يرون في شعوبهم سوى تسخيرها لأهوائهم، خدمة من أجل عروشهم الكرتونية! فكان ما كان لمن بقي له بعد من سؤال، وساء ما يضمرون من مكر وغدر لها أصحاب الأوهام، عندما ستدور الدائرة عليهم يوما لا محال.