2025-05-10 10:58 ص

شيفرة حزب الله

2018-03-11
بقلم: عبدالحكيم مرزوق
والمعادلة الصعبة عبد الحكيم مرزوق ثمة أسئلة كثيرة أثيرت في ذهني وأنا أقرأ عن مؤتمر أقيم الأسبوع الماضي في العاصمة الإماراتية أطلق عليه تسمية فك شيفرة حزب الله وينظمه مركز الإمارات للسياسات بمشاركة مجموعة من بعض الذين ألصقت بهم تسمية خبراء وأكاديميين سياسيين من لبنان وبعض الدول العربية العالمية ومن هذه الأسئلة ...لماذا تتصدى الإمارات لهكذا مؤتمر ،ومن تخدم بإقامتها هذا المؤتمر ،وما هي الأهداف البعيدة والقريبة ولماذا ،ومن هو المستفيد بالدرجة الأولى .ولماذا لم يقم مركز الإمارات للسياسة مؤتمراً حول تفكيك شيفرة الكيان الصهيوني ،ودراسة العقلية التخريبية التي يقوم عليها هذا العقل بارتكابه المجازر اليومية ضد أهلنا في الأراضي المحتلة من أجل مقاومة هذا الصلف وهذه العنجهية وهذه العقلية العنصرية والاستعلاء التي يقوم عليها هذا الكيان الغاصب . في التفاصيل نجد أن هذا المؤتمر للأسف لا يخدم إلا الصهاينة الذين يعتبرون متأذين بالدرجة الأولى من حزب الله ،ومن المقاومة التي شكّلها في الجنوب اللبناني حتى أجبر الصهاينة على الانسحاب والهرب من الجنوب بسبب عملياته النوعية التي أصابت مقتلاً عند عناصر وضباط جيش الاحتلال واستطاع تحرير الجنوب اللبناني في عام الـ2000 ،والضربة الأقسى في تاريخ الكيان الصهيوني كانت في عام الـ2006 حين صد العدوان الإسرائيلي على الجنوب وهزمه شر هزيمة في حرب الـ33 يوماً وحطّم بانتصاره عنجهية الكيان الإسرائيلي حين حطم أسطورة التفوق البري التي كان يدّعيها بتدمير دبابات الميركافا ما أدى إلى سحب آلياته وجنوده تحت ضربات رجال حزب الله . كما أن المقاومة أيضاً حطمت أسطورة تفوّقه البحري حين دمرت البارجة الإسرائيلية ساعر5 التي كانت قبالة الشواطئ اللبنانية تهدد السكان الآمنين فطار صواب الكيان المحتل وسحب بارجته المدمرة من عرض البحر . هل يوجد عربي يحمل في شرايينه دماء عربية ينزعج من هذا النصر الذي حققه رجال حزب الله على الكيان الإسرائيلي المحتل ..؟!! . لا أعتقد هذا إلا إذا كان هذا العربي مشكوك في انتمائه وفي شرفه ،فالعربي الذي لديه الحد الأدنى من الحس الوطني يفخر بأن حزب الله رفع رأسه عالياً وحقق النصر الذي فشلت حكومات ودول بتحقيقه ثبت بأنها كانت متواطئة مع هذا الكيان من أجل القضاء على حزب الله فيما بعد وللأسف !! .. التفاصيل أيضاً تكشف كما قال أحد المحللين السياسيين أن أحد المشاركين في المؤتمر وهو مايكل ايزنشتات مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي يعتبر الذراع البحثي للوبي الصهيوني الأيباك وهو ضابط استخباراتي إسرائيلي ، قام بالتخطيط لتدمير العراق عام 2003 ومشاركة هذا الضابط تشير بما لا يقبل الشك أن هذا المؤتمر وراءه الكيان الإسرائيلي ،وإذا تمعنا بالمشاركين وأسمائهم نجد مدى انغماسهم في التآمر والخيانة فمثلاً إحدى الصحفيات اللبنانيات المشاركات حكم عليها بالسجن في لبنان بسبب تهجمها على الجيش اللبناني ومشاركتها في برنامج الشرق الأوسط وهو برنامج يمثل ذراع اللوبي الصهيوني وشارك فيه إسرائيليون من بينهم أيهود باراك وبعض العرب المرتزقة أيضاً شاركوا بهذه الحملة من أجل شيطنة حزب الله والإساءة له ولدوره المشرف في مقاومة الكيان الإسرائيلي المحتل . وفي النهاية فان السؤال الأهم ينصب على الدور القذر الذي بدأ يتوضح للعاصمة الإماراتية في التآمر على القضايا العربية وفي التنظيم والإعداد لهذا المؤتمر الذي لا يخدم إلا الكيان الإسرائيلي ،فنموذج حزب الله في المقاومة وفي الانتصارات التي حققها يجب أن تكون مثالاً يحتذى به وتعميمه كما حصل في بعض الدول العربية كالعراق وفلسطين واليمن التي تشكلت فيهم مقاومات قارعت المحتل الأمريكي في العراق والصهيوني في فلسطين والسعودية وحلفائها للسيطرة على اليمن ،وليس أن يكون لغزاً وشيفرة لحلها وكشفها أمام الصهاينة والأعداء للقضاء عليه .... أليس معيباً أن تقوم الإمارات بهذا الدور الوضيع الذي يؤدي خدمة مجانية للمحتل وللعدو الإسرائيلي الذي لا يتوانى عن ضرب العرب وإضعافهم ليبقى هو المسيطر في المنطقة العربية بعد أن حوّل الإمارات وغيرها من دول الخليج إلى مجرد أدوات وأتباع ينفذون إرادته في المنطقة . إن شيفرة حزب الله ستكون عصية عليهم وعلى أسيادهم ومشغليهم لأنها شيفرة تقوم على الوطنية بالدرجة الأولى وليس على الخيانة والخسة والنذالة والعهر السياسي . 
*كاتب وصحفي سوري