2025-05-10 10:40 ص

اكاذيب لندن وواشنطن وباريس تسقط في الغوطة الشرقية !

2018-03-18
بقلم: حاتم استانبولي
من الواضح ان الادارة الامريكية تستجمع كل شخصياتها المعادية لروسيا وايران وسوريا وفلسطين فالاخبار المتداولة في واشنطن تشير الى ان هنالك من يضغط على ترامب من اجل ان يقيل مستشار الامن القومي مكماستر ليعين مكانه جون بولتون الذي كان يشغل مندوب الولايات المتحدة في مجلس الامن في فترة بوش الابن هذه الشخصية التي سوقت اكاذيب اسلحة الدمار الشامل العراقية . اذا ما تعين جون بولتن فان طافم الحرب الأمريكي يكون جاهزا لأستحقاقات الخروج من الأتفاق النووي الايراني . ان التصعيد الغربي ضد روسيا وافتعال حادثة اغتيال العميل الروسي في لندن واتهام روسيا مباشرة وقبل خروج نتائج وادلة ملموسة تثير الكثير من التساؤلات حول التوظيف السياسي للحادثة وعلى ما يبدو ان الحادثة من حيث التوقيت يراد منها اثارة وتعبئة الراي العام الروسي والاوروبي ضد روسيا وتحديدا ضد شخص الرئيس بوتين قبيل الأنتخابات الروسية. من الواضح ان سياسات الرئيس بوتين يتعاطى معها الغرب وتحديدا كل من بريطانيا وامريكا على انها تشكل خطرا جديا على مصالحهما في الشرق الاوسط وحول العالم ومصالح حلفائها وخاصة (اسرائيل) . ان الهدف الغير مباشر للحرب على سوريا كان يهدف الى اسقاط الدولة الوطنية في سوريا وتفتيتها . ولكن اسقاط ال ف16 الاسرائيلية كانت عنوان لسقوط العدوان على سوريا وان سوريا عائدة لتاخذ موقعها في خريطة الصراع وستكون اكثر قدرة على مواجهة العدوان مستندة الى الموقف الروسي الذي اعلن ان العدوان على حلفاء روسيا سيعتبر عدوانا عليها وسترد بقوة على العدوان ومرتكبيه. هذه المواقف اذا اضفناها الى المواقف الروسية بتوثيق العلاقات الروسية الصينية وموقفها من ما يجري في امريكا اللاتينية وخاصة في فنزويلا يعطي مؤشرات ان السياسة الامريكية امام خيارين اما الأعتراف بمصالح روسيا او مواجهة التمدد الروسي في فضاء دول حلف وارسو السابق. على ما يبدو ان الادارة الأمريكية اتخذت قرار المواجهة مع روسيا في منطقتين سوريا واكرانيا . الادارة الامريكية على ما يبدو تنتظر نتائج انتخابات كل من العراق وروسيا ولبنان وفنزويلا لكي تكمل رؤيتها لشكل المواجهة القادمة مع روسيا وحلفائها. من الواضح ان الموقف الامريكي سيقوم بعمل عسكري محدود لاختبار ردة الفعل الروسية والمرجح ان تكون في سوريا لتوجيه رسائل متعددة لكل من سوريا وايران وروسيا ورسالة طمئنة لحلفائها في المنطقة وخاصة (اسرائيل). نيسان القادم سيكون شهرا حاسما حيث من المرجح ان يعلن ترامب ومن القدس عناوين صفقة القرن هذه الصفقة التي تواجه تحديات عدة من ابرزها الموقف الرسمي الفلسطيني الاردني الذي يٍعمل على تقويضه من خلال عملية الضغط الأقتصادي والسياسي والتلويح بالبدائل لهما .اما التحدي الابرز هو انتصار الدولة السورية وجيشها هذا التحدي هو الاخطر اذا ما ترافق مع نتائج انتخابية تعزز القوى الحليفة لها في كل من العراق ولبنان وعودة الرئيس بوتين بقوة من خلال نجاحه بنسبة غير مسبوقة تؤهله لقيادة روسيا نحو مرحلة جديدة لتنتزع موقعها في خريطة المصالح الدولية وتوزع قواها . من الواضح ان المرحلة القادمة ستشهد صراعا حادا لا احد يدرك نتائجه خاصة ان احمال القوة الزائدة يجب ان تفرغ ولكن يراد ضمان التحكم بنتائجها . حملة الكيماوي في الغوطة ولندن تهدف الى تهيئة اجواء شعبية اوروبية لأية خطوات جمعية اوروبية امريكية بريطانية لمواجهة روسيا وحلفائها. من الواضح ان اوروبا اعترفت بالنتائج التي تمخضت في الميدان السوري لكنها تريد ان تضمن ان هذه النائج لن تستثمر لمواجهة عدوانية اسرائيل هذا يتقاطع مع الموقف الامريكي اما عن اسرائيل فانها الخاسر الاكبر من صمود الدولة السورية وجيشها وما طلبها بعودة قوات الامم المتحدة هو اعتراف بخسارتها وان سقف مطلبها هو العودة لأتفاقية الهدنة على جبهة الجولان المحتل. عودة سوريا لتاخذ موقعها في خريطة الصراع العربي والاقليمي سيؤهلها ان تلعب دورا محوريا في مجابهة صفقة القرن الامريكية وستشكل سندا للموقف الفلسطيني الجدي الذي يهدف لأعادة الروح الوطنية الكفاحية للقضية الفلسطينية . عام 2018 سيكون محطة انعطاف وتحول في موازين القوى الدولية والاقليمية حربا ام سلما ..