2025-05-10 12:05 م

"الحرية "....حذاء لكل الفصول

2018-03-18
بقلم: بطرس الشيني
قصف الجيش التركي الغازي والعصابات العميلة له مشفى بلدة عفرين السورية مما ادى لعشرات الضحايا المدنيين وخروج المشفى الوحيد في المدينة عن العمل .... وفي وقت تحاصر فيه تركيا هذه المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 100 الف مواطن وتستبيح عشرات القرى التابعة لها مازال الاعلام الغربي المنافق ساكتا وان تحدث فهو يعمل لتبييض صفحة الاتراك .... التقديرات الاولية تشير الى مقتل مايزيد عن 30 مدنيا بينهم نساء واطفال في الهجوم ولنلاحظ كيف غطى الاعلام الغربي الناطق بالعربية والذي يقدم نفسه على انه " اعلام حر " ..... محطة فرانس 24 الفرنسية اوردت الخبر :"مقتل 18 في قصف على عفرين "... وهي كعادتها في تغطية القصف السعودي على اليمن او اطلاق النار او القصف الاسرائيلي على الفلسطينيين لم تشر الى الضحايا على انهم من المدنيين او الاطفال ولا حتى اشخاص هم مجرد ارقام جامدة ولم تشر الى قصف المشفى اطلاقا في شريطها الاخباري وهي ايضا خفضت العدد ولم تشر الى من قام بالهجوم ولكن اوردت النفي التركي في تفصيلات الخبر السوري وعملت على تقزيم عدد المدنيين الذين تم اجبارهم على النزوح من عفرين ولم تشر الى معاناتهم الانسانية ولم تعرض الصور المؤثرة وغاب عن تقاريرها الضيف المعهود" شاهد عيان " الذي تم اختراعه مع بداية الحرب الارهابية على سورية ولانها حرة كثيرا فهي تنسجم تماما مع سياسة الدولة الفرنسية التي وجهت الصحفيين الفرنسيين بعدم زيارة سورية ؟؟؟؟؟!!!...... bbc بخبثها المعهود اكدت رقم 18 كعدد للضحايا وقالت عنهم " اشخاص" وهذه المرة وبما ان القاتل هو تركي وعملائه " المعارضة المعتدلة " لم تشر الى معاناة الضحايا المدنيين في سورية لا بل وتجاهلت الرقم الذي اورده صنيعة المخابرات البريطانية المسمى" المركز السوري لحقوق الانسان " .... الحرة الامريكية التي تدرب وتشغل منظمات كردية وعربية ضد الدولة السورية في منطقة الجزيرة بلعت السنة جميع المذيعيين فيها وغاب الحديث عن " الحالة الانسانية , ومعاناة النساء والاطفال . ولكنها ذكرت ان الضحايا سقطوا في مشفى المدينة وبالمقابل لم تعرض اية صور للضحايا المدنيين "ربما اسوة بفرانس 24 والbbc"ولكنها افردت مساحة واسعة لبث النفي التركي وعدم تحميله المسؤولية ؟؟؟وطبعا لم تشر الى من قام بالمجزرة .... والفاعل يبقى مجهولا في جميع اخبار ومقالات وتقارير الصحافة الغربية اذ كان القاتل من اصدقاء او عملاء الغرب هذا يحدث يوميا في تغطية الاخبار القليلة عن الكارثة الانسانية التي صنعها التحالف العربي الغربي في اليمن وعن مئات الاطفال والنساء والشبان الفلسطينيين الذين قتلتهم اسرائيل خلال عام ...... عندما تقصف منظمة القاعدة " جبهة النصرة "اية قرية او مدينة سورية فانه خبر غير جدير بالاهتمام في كل وسائل الاعلام الغربي ولكن اذا قام الجيش السوري باستهداف تلك المنظمة يبدا الحديث الروتيني فجاة في جميع تلك الوسائل عن " الضحايا المدنيين " والمعاناة الانسانية , البراميل المتفجرة ....الخ .... لابل وان محطة مثل فرانس 24 لاتذكر بالمرة ومنذ سنوات تعبير " ارهابي " اذا كان الامر يتعلق بسورية بل تلتزم بتسمية المنظمات لاعضائها " جهادي " وهو تعبير ترضى عنه تلك المنظمات تماما , كما انها وشقيقاتها الناطقة بالعربية حولت جميع الارهابيين الذين قتلهم الجيش السوري بما فيهم القادمين من فرنسا واروبا والصين واسيا الوسطى والدول العربية وتركيا وغيرها من الدول حولتهم الى " ضحايا مدنيون "بعد ان كانت تسبغ عليهم وهم احياء صفة " مقاتلون من اجل الحرية "...؟!!... بفضل الاعلام الغربي" الحر" تحولت الحرية عبر العلم الى مطية او حذاء يناسب جميع المقاسات والاوساخ ... في الحرب الباردة وطوال عقود كان هناك اذاعة تحريض ضد الدول الاشتراكية اسمها " اذاعة اوربا الحرة " وعندما احتلت الولايات المتحدة وبريطانيا العراق اطلقت محطة " الحرة " وهي مازات " تمؤ" منذ روج لها بوش الابن بعبارة " الهرة "محطة جيدة .... عندما احتلت اسرائيل جنوب لبنان كان لديها جيش من العملاء سمته جيش لبنان الحر . وكان ثمة جيوش اخرى في جنوب السودان وغيرها من البلدان عبر العالم ... السلفادور ... وكوبا ,,, واليوم في فنزويلا ....... لها عشرات الجيوش في سورية من الجولان الى اقصى الشمال تقتل وتذبح تحت مسمى "الحرية " الغربي ..... سعي قلة من الاكراد للانفصال في شمال شرق سورية هو سعي من اجل الحرية اما نضال عدة ملايين من الاكراد في تركيا للاعتراف بابسط حقوقهم فهو " تمرد" جيوش " الحرية " التي تم اختراعها في ليبيا حولت اغنى بلد افريقي الى كومة من الركام يقتات الملايين من سكانه على فضلات " المانحين في الامم المتحدة "... ثورة شعب البحرين ضد الديكتاتورية الملكية "تمرد "....وسجن او اعدام اي سعودي عبر عن راي مخالف على وسائل التواصل الاجتماعي فهو " الحكم على متهم او قتل مطلوب للعدالة ؟؟؟!!!..... بعد كل هذا كيف لنا الا نقتنع بالصحافة " الحرة "وبما تقوله ..