2025-05-10 09:40 ص

المناورات العسكرية هل تحمي الكيان الإسرائيلي ؟؟!

2018-03-19
بقلم: عبد الحكيم مرزوق 
ماذا يعني أن يقوم 2500 من أفراد القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا بمناورات عسكرية مشتركة ضخمة مع قوات الدفاع الجوي الإسرائيلي والتي قدر عددها بنحو 2000 جندي من سلاح الجو وذلك في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي حملت اسم "كوبرا العرعر ". هل تعتبر مناورات عادية ،أم أنها تحمل الكثير من الخلفيات التي تبدو خلف سطور هذه المناورات التي بدأت للمرة الأولى عام 2001 وجرت هذا العام للمرة التاسعة، حيث تبدو أنها أكبر مناورة مشتركة للكيان الإسرائيلي مع قيادات القوات الأمريكية في أوروبا هذا العام .. وإذا دققنا بتاريخ المناورة الأولى التي بدأت عام 2001 أي أنها جاءت بعد تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي الذي خرجت قواته المحتلة مع عملائه من الجنوب تحت الضربات الموجعة التي تلقاها من المقاومة اللبنانية التي قاومت وجود الكيان الإسرائيلي بعمليات نوعية طيلة سنوات الاحتلال ،وهذا يعني أن تلك المناورات التي بدأت بعد عام من هزيمة الكيان الإسرائيلي وخروجه من الجنوب اللبناني جاءت لتدعم هذا الكيان وتعطيه بعض الجرعات المعنوية كي يستعيد قوته ويحقق نوعاً من التوازن أمام تلك الهزيمة التاريخية التي حدثت للمرة الأولى في تاريخ العرب الحديث . على مدى السنوات التالية جرت عدة مناورات بلغت هذا العام "الرقم تسعة "ولنفس الأسباب السابقة التي كانت تعطي الكيان الإسرائيلي بعض الدعم المعنوي إثر الهزائم المتكررة التي حدثت طيلة السنوات الماضية وخاصة الهزيمة الكبرى التي مني بها في الحرب العدوانية التي قادها ضد المقاومة اللبنانية عام 2006 والتي سميت بحرب الـ33 يوماً ،والتي لم يستطع خلالها الكيان الغاصب من تحقيق أهدافه والتي كانت تتلخص بالقضاء على المقاومة اللبنانية وهزمت قواته البرية والبحرية أمام تكتيكات رجال المقاومة اللبنانية التي أصابت العدو الإسرائيلي إصابات بليغة إلى حد أن جنود الاحتلال احتاجوا للجوء إلى المشافي النفسية بعد انتهاء الحرب نظراً للصدمات التي تعرضوا لها خلال الثلاث والثلاثين يوماً من الحرب الظالمة .هذا إضافة للإصابات البليغة التي أصابت ضباط وصف ضباط وجنود الكيان الإسرائيلي الذي لم يكن يتوقع أن يواجه مقاومة أعدت جيداً من أجل هذه الحرب التي كان يتوقعها . وعلى مدى السنوات الماضية أقيمت ثماني مناورات أي بمعدل مناورة كل عامين إلى أن وصلت هذا العام" للرقم 9 "،وإذا تأملنا الأسباب التي كانت وراء المناورة التي جرت هذا العام والتي جرت معظمها بطريقة المحاكمات على أجهزة الحاسب الآلي ،وقد نشرت القوات الأمريكية في وقت سابق كما جاء عبر الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ في جميع أنحاء إسرائيل قبل بدء المناورات العسكرية ومنها أنظمة باتريوت المضادة للصواريخ ،والمناورات كانت تحاكي سيناريو تنشر فيه القوات الأمريكية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويشنان معاً سيناريوهات متعددة لتهديدات قصف صاروخي في مناطق مختلفة تتضمن مواجهة هجمات الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار والقصف الصاروخي الكثيف من جبهات متعددة والصواريخ الموجهة بدقة ،كما تضمنت التدريبات استخدام أنظمة الدفاع الصاروخي "آرو"والقبة الحديدية وباتريوت ومنظومة مقلاع داوود وهي منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الإسرائيلية التي أعلن جيش الاحتلال تشغيلها العام الماضي .. ماذا يعني كل هذا ...إنه يعني الهلع والخوف الشديد الذي أصبح عليه الكيان الإسرائيلي وخوفه من أي حرب قادمة قد تنشب في المنطقة خاصة بعد سقوط ورقة التوت الأخيرة التي كان تستر بها وهي أسطورة تفوقه الجوي بعد أن أسقطت دفاعات الجو في سلاح الجيش العربي السوري طائرة إثر اعتدائها الأخير على إحدى المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى ... والتي أدرك من خلالها أنه أصبح لا يمتلك أية قوة تجعله يستمر في اعتداءاته المتكررة دون أن يتم الرد عليها وهذا ما استدعى من الإدارة الأمريكية أن تقوم بدعمه بتلك المناورات كي ترفع من معنوياته المنهارة والتي أصبحت في الحضيض . هل تنفع تلك المناورات الكيان المحتل وتحميه مستقبلاً من أي اعتداء قد يقوم به ،وهل تنفع معه القبة الحديدية وتمنع صواريخ حزب الله من الوصول لأهدافها ...لا أعتقد أنها ستحميه لأن المقاومة ومحور المقاومة لن يترك العدو الإسرائيلي يصول ويجول كيفما يشاء وسينال عقابه على كل حركة أو أي اعتداء غبي بضربات موجعة لن ينساها وسيذكرها التاريخ على الدوام . 
*كاتب وصحافي سوري