2025-05-10 10:20 ص

لا خيار أمامنا سوى الانتصار

2018-03-27
بقلم: عبد الحكيم مرزوق*
هل كانت معركة الجيش العربي السوري سهلة في الغوطة الشرقية على الصعيد العسكري وعلى الصعيد السياسي ، أم أنها كانت معركة مركبة بتفاصيلها التي بدأت منذ أكثر من شهر واحتاجت إلى الكثير من التخطيط ، وعلى كافة المستويات ، لذلك فقد كانت النتيجة هي الانتصار الساحق الذي لا يقبل أي شك في القدرة التي بذلت في المعركة ضد الإرهاب ، ولهذا كانت الدول الداعمة للإرهاب تحاول ايقاف العمليات العسكرية التي كان يخوضها الجيش العربي السوري حيث استماتت تلك الدول لعرقلة المسيرة التي كانت وجهتها الغوطة الشرقية حيث عملت تلك الدول في البداية لاستصدار قرار من مجلس الأمن من أجل الحصول على هدنة تعطي المسلحين الاطمئنان والدعم ومع ذلك فلم يصدر ذلك القرار كما أرادت الدول الاستعمارية حيث تدخل الحليف الروسي الذي أدخل على بنود القرار استثناء داعش وجبهة النصرة مما أعطى الضوء الأخضر للجيش العربي السوري الذي اخترق الغوطة الشرقية وبذكاء خارق حيث لم يدخلها من الجهات التي كان الإرهابيون يتوقعونها بل اخترقها من الوسط مستفيداً من نقاط الضعف في المنطقة حيث استطاع أن يقسمها إلى نصفين شمالية وجنوبية و لم تنفع التحصينات والأنفاق التي جهزوها والتي ظنوا أنها ستكون ورقة رابحة في مواجهة الجيش السوري ، لكن تلك الورقة أسقطت من الحسابات فأصبحوا محاصرين في الأنفاق التي كان يفترض أن تحميهم في مواجهة الجيش العربي السوري ولذلك بدأت مناطق وبلدات الغوطة الشرقية بالتساقط واحدة تلو الأخرى مثل أحجار الدومينو . لقد استشعرت الدول الداعمة للإرهاب وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية بخطر سقوط الغوطة الشرقية ولذلك لم تهدأ وبدأت بالتهديدات فتارة تتهم سورية باستخدامها السلاح الكيميائي ، وتارة تهددها بقصف منشآتها العسكري ، وفي كلتا الحالتين كان الحليف الروسي قوياً ، وقف إلى جانب سورية ورد التهديدات بتهديدات أخرى بأن أي اعتداء على روسيا وحلفائها سيجابه برد أقوى ، وهذا ما لجم الإدارة الأمريكية التي توقفت كثيراً عند الرد الروسي والذي جعلها تفكر كثيراً أمام تلك الردود التي ليس فيها أي مزاح ولذلك فإن أي مغامرة لن تكون محسوبة النتائج وكانت ستدرك أنها ستفقد هيبتها في العالم لذلك تراجعت عن كل تهديداتها التي كانت توجهها للقيادة السورية لإيقاف تقدم جيشها عبر الغوطة الشرقية في الوقت الذي كانت العصابات الإرهابية في حالة احتضار وخوف من النتائج التي بدأت بشائرها عبر تقدم الجيش العربي السوري وسقوط أكثر من سبعين بالمائة من الغوطة الشرقية لذلك حاولت أن تمنع المدنيين من الخروج لاستخدامهم كدروع بشرية، ومع ذلك لم تفلح جهودها حيث تعالت الاصوات داخل الغوطة الشرقية وخرج الأهالي بمظاهرات ضد العصابات الارهابية لنكون بعد ذلك أمام مشهد خروج الأهالي وبأعداد كبيرة لتبدو تلك المناطق شبه خالية إلا من الارهابيين الذين استشعروا نهايتهم التي باتت قاب قوسين أو أدنى لذلك فقد رضخت للمفاوضات لتخرج من حرستا ذليلة إلى ادلب بعد الاتفاق على ذلك وتبعها بقية المناطق التي طلب فيها المسلحون من الجيش العربي السوري بالخروج إلى ادلب . ماذا يعني هذا .. أنه باختصار هو النصر الكبير لسورية وقائدها وجيشها البطل وهو بذات الوقت الهزيمة النكراء للعصابات الإرهابية العميلة للدول التي تديرها وتدعمها وللمشروع الصهيو أمريكي الذي كان يريد زيادة أمد الحرب السورية و للمخططات التي كان العملاء يخططون لها مستفيدين من وجود الفصائل المسلحة الإرهابية في الغوطة الشرقية لتكون خاصرة دمشق ضعيفة وتهدد العاصمة السورية باستمرار بالعمليات الإرهابية الجبانة . لقد اسقط الجيش العربي السوري وقيادته الحكيمة المؤامرة ضد سورية ، ومعركة الغوطة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء ليست إلا جزءاً من المعارك التي تخوضها سورية ضد الإرهاب وضد الدول الراعية له والتي تهدف لإضعاف سورية والنيل من مواقفها تجاه القضايا العادلة وفي مقدمتها الحقوق العربية وفي طليعتها قضية فلسطين . ماذا بعد الغوطة؟ ثمة مناطق ساخنة أخرى سيدخلها الجيش العربي السوري في القادم من الأيام وذلك لأن القيادة قد اتخذت قرارها بذلك وقد قال السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد : سنحرر كل شبر من سورية من أيديهم ، فلا خيار أمامنا سوى الانتصار . إذاً لا خيار أمامنا سوى الانتصار وهو الخيار الذي اتخذته سورية قيادة وشعباً وجيشاً وسنكون دائماً مع مواعيد للفرح بانتصارات جديدة لسوريتنا التي نحبها جميعاً 
*كاتب وصحافي سوري