2025-05-10 10:56 ص

الانتصارات الاستراتيجية للدولة السورية .. هزيمة واشنطن

2018-03-27
بقلم: أمجد الاغا
في بداية الحرب المفروضة على سوريا برزت العديد من التجاذبات و المعطيات ، و التي دفعت البعض للاعتقاد بأن الدولة السورية قاب قوسين أو أدنى من الانهيار ؛ اعتقاد تم بناءه على اسس تعدد الدول التي شاركت في العدوان على سوريا بقيادة أمريكا ، مقارنة بالدول التي كانت تقف إلى جانب الدولة السورية ، لكن الاستراتيجية التي اعتمدتها الدولة السورية كانت ناجعة و أتت ثمارها نصرا تلو نصر ، حيث قام التحالف السوري الروسي و منذ اليوم الأول للحرب على سوريا ، بوضع اسس كانت كفيلة بتوسيع الرؤى الاستراتيجية و تحديد بوصلة العمل العسكري و السياسي ، فكان مبدأ وحدة و سيادة الأرض السورية والقضاء على الإرهاب ، و منع تقسيم سوريا واستعادة سيطرة الدولة السورية على كامل الأرض السورية أهدافا لا تراجع عنها . الرئيس السوري بشار الأسد الذي تمكن من فك شفيرة العدوان على سوريا الذي بدأ عام 2011 ، و على الرغم من صعوبة المشهد السوري ، إلا أن توجيه دفة الحرب بالاعتماد على استراتيجيات تعتمد الدقة مكنت الدولة السورية من تغير صورة الحرب في سوريا ، وتمكن التحالف السوري الروسي من استعادة مدينة حلب الاستراتيجية ، و التي غيرت المشهد العام للحرب في شهر كانون الأول 2016، ثم انتقل بعدها المحور ليستعيد تدمر ودير الزور ، ثم إلى شرق إدلب واستعادت مساحات كبيرة وصولا إلى مطار أبو الضهور، بعد ذلك دفعت المعطيات المستجدة بالجيش السوري إلى تأجيل عملية إدلب والتوجه جنوبا إلى الغوطة الشرقية ليتم حسم المعركة بالكامل . في ظل هذه التطورات قد يتساءل البعض عن مصير التواجد الأمريكي في سوريا ، خاصة أن الكثير من متابعي الشأن السوري يعتقدون باستحالة إنهاء الوجود الأمريكي في سوريا ؛ لهؤلاء نقول بأن خبر إعلان انسحاب القوات الامريكية من سوريا قادم لا محالة ، و بالتأكيد فأن الخطة الاستراتيجية التي وضعها المحور السوري و الروسي و الإيراني تعتمد على التقدم المدروس الذي يحققه الجيش السوري في الميدان ، و ذلك وفق المعطيات و الرؤى الاستراتيجية ، و اليوم بعد إنهاء ملف الغوطة الشرقية لدمشق ، سيتم تركيز الزخم الهجومي للقوات السورية تجاه محورين ، الأول التوجه إلى الجنوب و استعادة درعا و المناطق الجنوبية ، و الثاني استعادة إدلب التي قد تستغرق ما يقارب من 4 إلى 6 أشهر ، لتكون بعدها جبهة الشرق السوري والشمال الشرقي حيث تتواجد القوات الأمريكية وحلفائها من القوات الكردية في طور الاختمار سياسيا و عسكريا و لوجستيا ، ضمن هذه المعطيات يمكن القول بأن العمليات العسكرية ضد التواجد الأمريكي ستعتمد خيارين ، الأول سيتقدم الجيش السوري شرقا بتغطية جوية سورية و روسية ، ويذكر هنا أن روسيا تدرس إمكانية منع سلاح الجو الأمريكي من التحليق فوق سوريا ، حيث قال رئيس لجنة شؤون الدفاع في الدوما الروسية، فلاديمير شامانوف إنه " من الضروري النظر في إمكانية إغلاق المجال الجوي السوري في وجه البلدان التي لا يوجد لديها سماح رسمي من الحكومة السورية"، و الخيار الثاني هو تشكيل مقاومة مسلحة في وجه القوات الأمريكية ، و بطبيعة الحال فإن الدولة السورية تمتلك من الخبرة في دعم حركات المقاومة ما يمكنها من إرهاق الأمريكي و إجباره على الانسحاب من سوريا ، و بالتالي كلا الخيارين سيفضيان إلى نتيجة واحدة هي خروج الامريكي منكسرا و مهزوما من سوريا . في المحصلة ، يمكننا القول بأن مسار الانتصار السوري لا توجد به إي عوائق ، فالدولة السورية تسير قدما في طريق محاربة الإرهاب ، و لن تتوقف العمليات العسكرية حتى تطهير الجغرافية السورية من الأمريكي و أدواته ، و ما تأجيل جبهة الشمال و الشرق السوري إلا خطة تكتيكية ترتبط بمعطيات الميدان السوري و أولوياته ، فلا مساومة على السيادة السورية ، و السيادة تعني القضاء على الإرهاب الأمريكي و المجموعات المرتبطة به ، ليكون النصر السوري استراتيجيا و لتكون هزيمة واشنطن في سوريا انهيارٌ للخطط و المؤامرات التي سعت لتدمير الدولة السورية .