بقلم: حاتم استانبولي
عندما انطلقت جماهير شعبنا الفلسطيني للتصدي لسياسات مصادرة الاراضي في قرى الجليل عرابة وسخنين وكفرقاسم وكفركنا لتتجاوب معهم كل جماهير شعبنا في فلسطين من الناقورة للنقب , وتفاعلت معها جماهير شعبنا في الضفة وغزة والشتات لتؤكد وقوفها مع انتفاضة ال48 وتفرض واقعا جديدا عنوانه وحدة الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده . يوم الارض كان يوم الوحدة الشعبية الفلسطينية وحدة حقوقه التاريخية وحدة اداته النضالية السياسية . يوم الارض كان عنوانا لرفض مصادرة الاراضي ورفض لسياسات الأستيطان يوم اعاد الاعتبار للمعنى الحقوقي بمضمون تاريخي واعطي الشعب الفلسطيني واداته النضالية زخما شعبيا جديدا كان دائما يراد تغييبه والتعاطي معه على اساس انه تجمع سكاني منقوص الحقوق داخل دولة المحتل المستعمر الاستيطاني هذه هي دروس يوم الأرض 30 اذار 1976.
اما يوم الارض 2018 جاء والأرض اصبحت مستباحة وسرقة الأراضي واستباحتها اصبحت سياسة يومية للأحتلال المستعمر .
تمر الذكرى ليوم الأرض وحالة التشرذم والأنقسام الذي انتجته اتفاقات اسلو ووادي عربة قائمة الغت الهوية التاريخية وتحاول الغاء الذاكرة الشعبية عبر سياسات تعليمية وثقافية تشرع الأحتلال الاستعماري لفلسطين وتشرع تماديه على الأرض العربية في محيط فلسطين التاريخية واعطائه مشروعية قانونية للتلاعب بالمكونات الداخلية للموكونات الأجتماعية في محاولة لتفكيكه واعادة بناء الوعي الجمعي على اساس مشروعية وجودها وحقها في تحديد مستقبل شعوب المنطقة .
30 أذار 2018 يجب ان يتحول للدفاع ليس فقط عن الارض الفلسطينية وانما لمحاولات مصادرة الأرض العربية .
30 آذار 2018 يجب ان يتحول ليوم لمجابهة محاولات اسقاط مفهوم الدولة الوطنية وتحويلها لدولة كمبرادورية تابعة .
30 أذار2018 يجب ان يتحول ليوم لمجابهة محاولات كي وتغيير الوعي الجمعي للشعوب العربية الذي يهدف لتغيير بوصلته وتفتيت قواه .
ان تكون مع الأرض الفلسطينية يعني ان تجابه تمدد المحتل على الجبهات الثقافية والمعرفية والقانونية والسياسية .
يوم الأرض يجب ان يتحول ليوم تعاد فيه الفكرة لأصلها فكرة العودة لها بالمعنى الشخصي والجمعي فكرة يوم الأرض تعني فكرة سيادة عدالة الحق التاريخي . يوم الأرض يوم وحدة الشعب في كافة اماكن تواجده وحدة اداته النضالية وحدة رفض المستعمر الأستيطاني فكرة توحيد الجهود السياسية والنضالية . وحدة الدفاع عن الأسرى والمعتقلين وحدة الدفاع عن القدس لدلالتها ومكانتها لدى شعوب الأرض .
يوم الارض الفلسطينية يجب ان يتحول ليوم الأرض العربية التي تستنزف امكانياتها البشرية والمادية .
يوم الأرض ما بين 30 آذار 1976 و2018
2018-03-30