2025-05-10 06:06 ص

حكام التبعية ارفعوا أيديكم عن القضية

2018-04-01
بقلم: د. أنور العقرباوي
لسنا هنا في صدد المزايدة على شهداء يوم الأرض، فإن حقهم في التمجيد لن تستوفيه كل البيانات و المقالات، بل وتعجز عنه مفردات أفصح كل معاجم اللغات، إنما من واجبهم علينا حتى تنعم أرواحهم بسلام أن نقولها بصراحة، أن ارفعوا أيديكم عن القضية الفلسطينية حكام التبعية والذل والعار، طالما كانت الأرض في عرفكم ولا تزال، سلعة للمقايضة من أجل عروشكم الزائلة لا محالة يوما أيها الأقزام! أصحاب الجلالة والسمو والسيادة، إنه لا يساورنا الوهم ولو للحظة، وإزاء أعراضكم المهتوكة، أن تستيقظ المرؤة حقا يوما في نفوسكم، وكيف لها في لغة تجربتنا وخبرتنا فيكم أن تصحو، بعد أن غدت أرض الباقورة الفلسطينية ملكا للصهاينة طوعا منكم و القدس شأن دولي مصيرها لا يعنيكم، وكيف لنا أن نثق في مكانة بلادكم بين أمتها، بعد أن تنازلتم عن سيادة أراضي جزركم، لمن كان تاريخيا ولا يزال يضمر لكم سوءا، ومتى كانوا آل سلول حريصون على الأمن القومي العربي في مواجهة "العدو" الإيراني، ولما لا يزال آثار الدمار والخراب يقف شاهدا على بهتان دعواهم، من اليمن وليبيا والعراق وسورية، تماهيا مع مشاريع الطامعين في الأرض العربية اللتي تملى عليهم؟! رحم الله هذا الزمان اللذي أصبحت فيه قضية العرب المركزية، عبئا على أشباه الرجال من الحكام، اللذين لا يتوانون في التدليل والمساومة عليها، دون أدنى وجل أو خجل من مكانتها الروحية والتاريخية، بعد أن خانوا العهد ونكثوا بالوعد، اللتي في سبيلها سالت أغلى الدماء، وفي الأسر لا يزال يقبع فيه أعز رجالها، بينما لا يلبث أبناء القردة في تدنيس مقدساتها وتلويث روابيها، على مرأى ومسمع من يزعمون أنهم "خدام" أولى القبلتين وحرم المسلمين الشريفة، ومن يلوذ صامتا فيما تتوالى قوافل الشهداء في السقوط تباعا دفاعا عن أمن بلاده القومي، فيما كانت يوما تعرف بعاصمة العرب! أبناء الدعارة والزناة أيها الحثالات، أما بعد، ولما يقتضي الحق أن لا نقول فيكم، أكثر مما ترتضونه وتقبلونه على أنفسكم حتى التفل في وجوهكم، وإذ ندرك أن الأرض في نظركم ليست أكثر من سلعة من أجل بقاء عروشكم، لما لم يرمش لكم طرف وأعراضكم كل يوم تنتهك على مرأى منكم مذ عرفناكم، فإننا نبشركم بسقوط صفقة العار، مع أول قطرة دم سالت على أرض فلسطين في يوم الأرض والعرض، وأن الندم لن ينفعكم حين ستعلق أعناقكم على أعواد المشانق، وعلى قارعة الطرقات سوف تسحل جيفكم، وينتهي الأمر بكم في مزابل التاريخ، اللتي لا تليق إلا بأصحاب الجلالة والسمو والسيادة من أمثالكم! رحم الله شهداء فلسطين وكل شهداء الأمة العربية اللذين سقطوا من أجل أن تعود الأرض، أرض فلسطين حرة عربية. 
* كاتب فلسطيني/ واشنطن