2025-05-10 07:24 ص

انتصار الغوطة..رسائل هامة غير مشفرة

2018-04-02
بقلم: عبد الحكيم مرزوق 
ما الذي شكله تحرير الغوطة الشرقية ، وما الرسائل التي قدمها هذا التحرير للعالم ، وهل استوعبت الدول المتآمرة على سورية درس الغوطة الشرقية أم أنها لم تتعظ هي وأدواتها ماضيةً في اطالة أمد الحرب التي تخدم مصالحها في إضعاف الدولة السورية . عبر سنوات الحرب الكونية استطاعت سورية جيشاً وشعباً أن تصمد أمام تلك الحرب الظالمة التي كانت تستهدف صمودها وتستهدف كيان الدولة فيها وذلك لأنها لم تنحن للمشاريع الأمريكية وكانت على الدوام مناصرة لقضايا التحرر في العالم وخاصة قضية فلسطين لإعادة كافة الأراضي المحتلة لأهلها الشرعيين ودعمت المقاومتين اللبنانية والفلسطينية في مواجهة الكيان الإسرائيلي الغاصب ، وقد حققت انتصارات كثيرة على العدو الإسرائيلي الذي أصبح عارياً حتى من ورقة التوت التي كانت تستر عورته القبيحة .. إن هذه الانتصارات التي حققها محور المقاومة أقلقت الراعي الأول للكيان الإسرائيلي والدول الحليفة له في العالم حيث أن سورية كانت عبر السنوات الماضية التي سبقت الحرب عليها مثل الشوكة في حلق المشاريع الأمريكية ، إضافة إلى دورها الهام والمحوري في محور المقاومة الذي تشكل للخلاص من العدو الإسرائيلي الذي يرتكب المجازر ويقوم بالاعتداءات اليومية على الشعب الفلسطيني الشقيق. لذلك فقد قامت هذه الحرب للتخلص من سورية الصامدة .. سورية المقاومة .. سورية التي وقفت أمام أكبر دولة في العالم ورفضت أن تكون أداة من أدواتها . ورفضت أن تكون عميلة ومجرد شاهد زور على إعدام القضية الفلسطينية . وعلى الرغم من السنوات السبع الماضية من تلك الحرب لم تستطع الإدارة الأمريكية وكل حثالاتها ومرتزقاتها الذين جاءت بهم من أصقاع الأرض لإسقاط سورية أن تحقق أهدافها ولا أن تكسر إرادة سورية شعباً ، وقيادة ، وسورية تخرج الآن قوية بفضل حلفائها الذين وقفوا معها سواء كانوا الأصدقاء الروس أم الإيرانيون أم مقاتلو حزب الله وهذا المشهد الذي تجلى في الغوطة الشرقية يظهر انتصار محور المقاومة ويوضح صورة جلية عن هزيمة المحور الآخر الذي تديره الإدارة الأمريكية وحلفاؤها وأدواتها في المنطقة العربية من خلال الإنجازات التي تتحقق يومياً في كافة الميادين السورية وتحرير الكثير من الأراضي والمناطق من رجس العصابات الإرهابية المرتزقة ، وهذا التحرير الذي يبدو انتصاراً ساحقاً على المشروع الأمريكي في العالم بالدرجة الأولى من خلال سحق أدواته الإرهابية وإخراج تلك العصابات من المناطق الساخنة وعودة هيبة الدولة ومؤسساتها إلى تلك المناطق التي أصبحت آمنة ومستقرة بفضل جهود الجيش العربي السوري . إن الصور المتلاحقة والأنباء الكثيرة التي كانت تأتي كل يوم من الغوطة كانت توضح وبما لا يقبل الشك حجم الإعداد الذي قامت به العصابات المرتزقة لإطالة أمد الحرب والبقاء اكبر وقت ممكن في الغوطة الشرقية ، فالأنفاق التي تمتد لعشرات الكيلو مترات تحت الأرض والتي تربط عدة مدن ومناطق من الغوطة إضافة إلى التجهيزات والمعدات التي كانت بتلك الأنفاق الطابقية ،كانت تشير إلى الحصن المتين الذي وضعت فيه العصابات الإرهابية المرتزقة نفسها .ومع ذلك فإن كل تلك التحصينات وكل تلك التجهيزات سقطت وتهاوت أمام ضربات الجيش العربي السوري الذي جعل تلك العصابات تقر أن لا مفر من إعلان هزيمتها والخروج كي تزهر الغوطة ويعود لها ألقها وربيعها الذي أرادته سورية وبمشيئتها ربيعاً خالياً من الإرهاب ومن نتن العصابات المرتزقة . إن تحرير الغوطة الشرقية جعل المحور المعادي يبلع لسانه بعد التهديدات الكثيرة التي أطلقها وأمام خروج المسلحين مهزومين من الغوطة الشرقية وأقر واعترف بالهزيمة ، ولكنه لم يتوقف عن التهديد والوعيد بعد أن أسقط بيده مقراً أن الغوطة الشرقية ستعود بكاملها إلى حضن الوطن، ومع أن مسلحي دوما ربما لن يخرجوا منها بسبب رفض العصابات الإرهابية المدعومة من دول أخرى أن يذهبوا إلى إدلب بسبب خلافاتهم إلا أن النهاية تبدو محتومة وواضحة على أيدي رجال الجيش العربي السوري الذين سيقولون كلمتهم الفاصلة في القريب العاجل ولن يكون في الغوطة إلا العلم السوري وحماة الديار والوطنيون الشرفاء . تحرير الغوطة شكل صفعة قوية على جبين المحور المعادي لسورية ..صفعة سيذكرها التاريخ الحديث والمعاصر وخاصة بعد تحرير كافة الأراضي السورية من رجس العصابات المرتزقة التي قتلت ودمرت وخربت وعاثت فساداً طيلة السنوات الماضية ..وها هي تحصد نتائج عملها بهزيمة مدوية ومذلة ومهانة بخروجها إلى حاويات مزابل التاريخ في ادلب التي سيأتي دورها في التطهير عاجلا أم آجلا . 
* كاتب وصحافي سوري