في حزيران 2013 ، وفي موقف لافت ومستغرب ، صرح السيد خالد مشعل : " هناك أطراف قضت أشهر طويلة في الحديث حول ما يجري في سورية ، وأرى أن هناك نوعاً من الخداع يجري حالياً ، وأن هناك أجندات مخفية للعديد من الأطراف الدولية المعنية بإطالة أمد الأزمة السورية وتدمير البلاد " ، مضيفاً : " أنً هذه الأطراف لا تريد لسوريا أن تستعيد عافيتها ، فهم يستخدمون شعارات إيجابية رنانة ، لكن واقع مواقفهم يأتي متوائماً مع الأجندة الإسرائيلية الرامية إلى تدمير سوريا ، وإيقاع مزيد من القتلى ، واستمرار الأزمة " .
ومع بدء عملية تطهير الغوطة الشرقية من المسميات الإرهابية هناك ، من قبل الجيش العربي السوري والقوى الحليفة والرديفة ، خرج علينا خالد مشعل ومن تركيا ، ليصف ما يجري في الغوطة على أنها مجازر وجرائم ، متقاطعاً في موقفه المدان هذا ، مع مواقف الإدارة الأمريكية و" إسرائيل " والدول الغربية والسعودية وتركيا ، وما ذرفوه من دموع التماسيح ليس على المدنيين ، بل على وكلائهم من المجموعات الإرهابية . وقد تعامى مشعل عن القذائف التي طالت المدنيين الأبرياء في العديد من أحياء مدينة دمشق .
وهنا لمن لا يعلم ، أن مجموع ما سقط على دمشق وأحيائها منذ بدء الحرب الكونية الظالمة على سورية ، من قذائف وصواريخ قد وصل إلى أكثر من 800 ألف قذيفة وصاروخ ، حاصدة أرواح أكثر من 11 ألف مدني ، من بينهم أكثر من 1500 طفل ، ومجمل مصدرها كانت الغوطة الشرقية ، التي تباكى عليها خالد مشعل .
من جديد يخرج علينا رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خاد مشعل ، ومن تركيا أيضاً ، بموقف مستهجن ومستغرب ، حين اعتبر : " أنّ الغزوة التركية في عفرين بمثابة نصر كان نموذجاً للإرادة التركية ، وإن شاء الله سنسجل ملاحم بطولية لنصرة أمتنا ، التي عاشت رافعة الرأس بزعامة تركيا " .
أسئلة تتزاحم إزاء تلك المواقف المدانة والعدائية التي يتبناها خالد مشعل ضد سورية إرضاءً لأعدائها . سورية تلك التي يناصبها مشعل العداء هي التي احتضنته عندما لم تجد طائرته مهبط لها في أي عاصمة عندما طرد من الأردن . هل التدخل والاحتلال التركي بحسب كلام مشعل ، ليس تدخلاً خارجياً في سورية ، بحسب ما صرح به في حزيران عام 2013 ؟ . هل يعلم خالد مشعل أن مدينة عفرين ، هي أرض عربية سورية ؟ . وهل يعي خالد مشعل أن كلامه يمثل تشجيعاً بل وترحيباً بالاحتلال التركي لأرض عربية ؟ ، وهو بذلك يبرر ل" إسرائيل " احتلال الجولان العربية السورية ، ومن ثم اغتصاب فسطين . وهل يُدرك مشعل أن مواقفه تلك تأتي متقاطعة مع المواقف الأمريكية – " الإسرائيلية " ، التي عملت على إسقاط سورية ، تمهيداً لتقسيمها ؟ . هل يستقيم كلامه مع انطلاق مسيرة العودة الكبرى من قطاع غزة ، وحركة حماس التي ترأست مكتبها السياسي لمدة عقدين من الزمن هي جزء أصيل في هذه المسيرة ؟ ، وكلامك هذا يأتي حرف للأنظار عن الصراع الوحيد والأوحد مع الكيان الصهيوني . وأخر الكلام ، خالد مشعل لقد نطقت كفراً .
* رامز مصطفى
كاتب فلسطيني