مفاجآت كثيرة حملها الميدان السوري مؤخرا ؛ مفاجآت أذهلت الدول التي ساهمت في دعم الإرهاب و تمويله ، و من المؤكد أن الإنجاز الذي حققه الجيش السوري في الغوطة الشرقية كان صادما لمحور اعداء سوريا ، لما تمثله الغوطة من نقطة ارتكاز في المشروع المعادي الذي يستهدف إسقاط الدولة السورية ، و على الرغم من محاولات الدول الغربية و الأوروبية التي تدعم الفصائل الإرهابية إعاقة عملية الجيش السوري في الغوطة الشرقية، إلا أنّ سرعة الإنجاز الاستراتيجي حسمت ملف الغوطة الشرقية لدمشق ، و عليه بات أمام المجموعات الإرهابية إما الاستسلام و أما الموت ، و هذا الإنجاز بحد ذاته جعل من واشنطن تعيد حساباتها في سوريا وسط حالة من الذهول و التخبط .
القيادة السورية كانت تدرك أن القرار الذي اتخذته لجهة القضاء على الإرهاب في الغوطة الشرقية لدمشق ، سيكون له تداعيات كثيرة ، لذلك تم اتخاذ كافة التدابير المناسبة لهذه الخطوة الاستراتيجية ، سواء لجهة وضع خطط الحسم العسكري السريع ، أو لجهة التنسيق مع حلفائها لمواجهة أيّ هجمات تنفذها الدول الراعية للإرهاب على مواقع الجيش السوري لإعاقة مهمّته في الغوطة الشرقية ، لكن الحسابات الدقيقة و الاستراتيجية التي اتخذتها الدولة السورية و التي أثمرت انتصارات أرقت اعداءها ، اسفرت عن تلمس رعاة الإرهاب مصيراً أسود ينتظر المجموعات الإرهابية في الغوطة، ولجؤوا إلى الضغط على دمشق و حلفاؤها ، و استخدام الملفات المتعلقة باستخدام الدولة السورية للأسلحة الكيمائية بحسب ادعاءاتهم ، او تلك الملفات المتعلقة بحصار المدنيين ، و بناء على هذين الأمرين هدّدت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية لدى مجلس الأمن الدولي نيكي هايلي بتوجيه ضربات عسكرية تستهدف الجيش السوري من دون قرار في مجلس الأمن.
و بناء عليه استعدت دمشق للمواجهة العسكرية و السياسية بالتنسيق مع حلفائها، لا سيما مع الروس ، الأمر الذي ادى إلى إسقاط مفاعيل المزاعم التي سُوقت ضد الدولة السورية ، و كان الموقف الروسي حازما لجهة الوقوف إلى جانب الدولة السورية ضد أي عدوان سيطالها ، و لا شك بأن لهذا الموقف مفعول قوي أدى إلى كبح الجنون الأمريكي ، لتبدأ هنا مرحلة الضغط على موسكو عبر افتعال قضية تسميم الجاسوس سكريبال وتوجيه الاتهام لروسيا ، وهو الاتهام الذي تبنّته الدول الراعية للإرهاب، ونفذت إثره عمليات طرد جماعي للدبلوماسيّين الروس من نحو خمس عشرة دولة غربية وأوروبية.
بطبيعة الحال بات المراقب للشأن السوري يدرك جيدا بأن الدولة السورية ماضية قدما في القضاء على الإرهاب ، و لا يزال تأثير الانتصار السوري قويا على واشنطن و حلفاؤها ، ما يعني أن هذا المحور المعادي لسوريا سيستمر باتخاذ قرارات تصعيدية ضد سوريا و حلفاؤها ، لكن هذا هذا التصعيد لا يغير في حقيقة الواقع السياسي و الميداني شيئاً، وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، فقد أحكم الجيش السوري السيطرة على نقطة ارتكاز رعاة الإرهاب في الغوطة ، والأنظار بدأت تتجه إلى مناطق أخرى لتطهيرها من الإرهاب ، و عليه سيكون لجوقة أعداء سوريا سمفونية جديدة ستظهر قريبا ، و سيكون للجيش السوري سمفونية النصر على الإرهاب و رعاتهم .
الدولة السورية و مسارات النصر .. عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء
2018-04-13
بقلم : أمجد إسماعيل الآغا