2025-05-11 10:25 م

السقوظ الأخلاقي بين حقائق غزة وفبركات دوما

2018-04-30
بقلم: حاتم استانبولي 
كشفت الوقائع ان ما قبل الحرب على سورية كانت تعد سيناريوهات للوقائع المفترضة لتشويه صورة الدولة السورية ومؤسساتها من الرئاسة وحتى مخفر الشرطة مرورا بمؤسسة الجيش . فقد اعدت المصطلحات التي ستستخدم تحت عناوين مختلفة وابرزها المعارضة (المسلحة) المعتدلة التي اعطيت المشروعية الغربية وفتحت لها كل حنفيات الدعم المالي والعسكري والأعلامي والبشري واسست منظمات اغاثية تحت عدة عناوين ابرزها القبعات البيضاء التي تفتقد لأية مرجعية قانونية وتم اعتماد تقاريها كل ذلك كان يحدث مترافقا مع ضخ اعلامي للجدول الزمني لاسقاط الدولة . كل ذلك حدث تحت عنوان تغيير النظام عبر اسقاطه من خلال القوة المسلحة . في المقابل فان فلسطين وشعبها التي سلبت ارضه منذ 70 عاما لم يحظى باي اهتمام على مدار كل هذه السنوات بل ان مقاومته التي يشرعها القانون الدولي اتهمت بالأجرام والأرهاب ويحظر عليها ان تقاوم لا بالسلم او بالحرب واطفال فلسطين يقتلون امام الكاميرات والناشطين الدوليين يقتلون ويعتقلون ويطردون ناهيك عن المعتقلين والسجناء الأطفال والنساء منهم وسياسة التهويد والطرد والعقاب الجماعي جميعها لا تلقى اذان صاغية لدى حكومات دول الغرب المنافق وعلى راسهم الأدارات الأمريكية المتعاقبة . الفرنسيون والامريكيون والأنكليز والسعوديون والقطريون بدعم من اكثرية حكومات الغرب يرسلون القوات ويرسلون ويدعمون المقاتلين من خارج الأطر القانونية الدولية ويمرغون القانون الدولي ويشرعون لانفسهم كل الموبقات وفي المقابل عندما يتعلق الأمر بفلسطين وشعبه تطبق عليهم كل المعايير الدولية تحت عنوان مكافحة الأرهاب . ما يمارسونه في سوريا معارضة مسلحة معتدلة اما ما يمارسه الشعب الفلسطيني الاعزل فهو ارهاب محرم دوليا . يفبركون صور وافلام لأطفال سوريا ودوما مؤخرا لكي يبنوا عليها شرعية للأعتداء على سورية وجيشها وشعبها ورئيسها في حين تمتلىء الشاشات بالنقل الحي لأطفال ونساء وشباب غزة كيف يقتلون ويصابون باطرافهم هذا كله لا تراه تيريزا ماي التي وقفت تتبجح امام برلمانها بانها لن تقف مكتوفة الأيدي امام مناظر اطفال دوما في حين هي ودولتها كانت سببا في تهجير وقتل احلام ومستقبل شعبا بكامله وذلك الماكرون الذي صرح انه بنى موقفه بالأعتداء على سورية من خلال صور اطفال دوما التي بثتها وسائل التواصل الأجتماعي . اما ترامب وادارته فهو اعلن عدائه لكل فقراء العالم الذي ينظر اليهم على انهم احمال زائدة يجب التخلص منها بكافة الطرق ولا يكترث لا لأطفال سوريا او فلسطين او اليمن هو يهتم فقط بكفية السيطرة على خزائن حكام الخليج . اقدموا على عدوان قبل ان يتحققوا في حين ان هنالك حقائق يومية بالصورة الحية واللحم الحي والدماء الدافئة يرونها ويسمعون اصدائها كل يوم في فلسطين واليمن ولا يحركون ساكنا بل يتبجحون ان من حق اسرائيل والتحالف ان يحموا انفسهم . كيف يمكن للقاتل ان يحمي نفسه من الضحية ؟ يتحدثون عن العدالة والأنسانية والحرية ولكنها اكاذيب سقطت ما بين فبركة دوما وحقائق غزة . بين فبركتهم في دوما وحقائق يغضون الطرف عنها في غزة وقتل يومي واضح في اليمن .