2025-05-11 10:48 م

المأزق الأمريكي في سوريا ..

2018-05-05
بقلم: أمجد إسماعيل الآغا 
لا يضاهي حماقة واشنطن إلا حماقة أدواتها الذين اعتمدتهم لتنفيذ خططها في سوريا ، واشنطن التي ظنت أن سوريا ستكون مسرحا عملياتيا تديره كيفما تشاء و لكن حين اصطدمت بغباء أدواتها السياسي و العسكري يضاف إليه غباء الإدارة الأمريكية السابقة و الحالية في إدارة الفصائل الإرهابية حين اعتمدت على أصحاب العقول الخاوية ، و لكن لا يظنن أحدا أن فشل واشنطن مرده إلى حماقة سياستها و غباء أدواتها في سوريا ، من السذاجة أخذ هذا الأمر في هذا المنحى ، فشل واشنطن في سوريا يعود أولا و أخيرا إلى الصمود الأسطوري للدولة السورية و الجيش السوري الذي جعل من خطط واشنطن في سوريا تصطدم بواقع الميدان الذي يَخبره الجيش السوري جيدا ، هذا ما جعل واشنطن تستعجل ظهورها العلني وقيادتها المباشرة للحرب على سورية , بعد ما بلغ غباء أدواتها مبلغا خطيرا أطاح بدورها وأهدافها من الحرب على سوريا . في الاصطفافات و التحالفات الدولية التي اعتمدتها واشنطن في المنطقة لم تستطع فرض وقائع ميدانية و سياسية تناسب السياسة الأمريكية التي تسعى لضمان أمن دولة الكيان ، إضافة لتقسيم سوريا و إنهاء المحور المقاوم ، فكان لابد من افتعال أزمات جديدة في المنطقة لإعادة رسم التحالفات بغية الخروج المشرف من سوريا و حفظ ماء وجهها ، و لا شك أن الأزمة الخليجية الحالية أّريدَ لها أن تكون مدخلا ومفصلا لمرحلة جديدة من الصراع الدولي الحالي, وكان لا بد لواشنطن من عزل حكومات أدواتها أو تحييدهم أو إلهائهم وإجبارهم على اتخاذ مواقف متضاربة فيما بينهم لفصل أهدافهم عن أهدافها الرئيسية, والاكتفاء بخدمات طاعتهم العمياء وأذرعهم الإرهابية و دفع الإتاوات , بالتوازي مع تقدم الدولة السورية وحلفائها نحو حسم المعركة عسكريا, بعد سلسلة من المنجزات الكبرى و استعادتها مساحات شاسعة من الجغرافية السورية , التي أوصلت ربيع واشنطن إلى خواتيمه ودفعت تنظيم داعش الإرهابي لمواجهة الهزيمة في سوريا كما في العراق, بالتزامن مع اندحار وتفكك الفصائل الإرهابية وضعف و كسر شوكة جبهة النصرة, يضاف إلى ذلك انهيار ما يسمى بالمعارضة السورية , وهذا يؤكد سير الدولة السورية نحو النصر الحتمي, ضمن هذه المعطيات على الأمريكي الانصياع للدولة السورية و حلفاؤها ، و دون هذا الانصياع سيكون جنونٌ أمريكي وأوروبي أو إقليمي تركي أو إسرائيلي, بما يرفع منسوب المخاطر وتحوّل الصراع إلى حرب عالمية لا يتمناها الجميع , الأمر الذي فرض عليها التدخل المباشر والعمل على ضبط التمرد التركي والسعودي- الخليجي والإسرائيلي و ضعضعة مواقفهم ونفوذهم على الأرض السورية. هي جملة متغيرات فرضت على واشنطن التعامل بما يناسب مصالحها في المنطقة بعيدا عن أدواتها الذين اعتمدتهم خلال سنوات الحرب المفروضة على سوريا ، هذه الأجواء الجديدة في سوريا إضافة إلى الأجواء الدولية المتغيرة ، عكستها واشنطن في إبرام اتفاقها مع موسكو حول مناطق خفض التوتر في الجنوب السوري والحديث عن مناطق أخرى ستدخل ضمن مناطق خفض التوتر , في خطوة تبدو خطوة هامة في السعي نحو الحل السياسي في انتظار الوصول إلى النضج الحقيقي و الرغبة الجادة من قبل واشنطن لإنهاء الحرب في سوريا ، من هنا ربما تسعى واشنطن إلى إفراغ جنيف و إستانا من محتواهم ليكون الحل بين موسكو و واشنطن ، و بمعزل عن المعارضات و رؤساء المنصات الذين اعتقدوا أنفسهم كبارا . مرورا بكل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم يثق السوريين بها يوما و لا يعتقدون بأن واشنطن تسعى لإحلال السلام في المنطقة عموما و في سوريا تحديدا ، واشنطن التي تدعم الفصائل الإرهابية بمختلف تسمياتها لم تكن يوما موضع ثقة في أي اتفاق و عليه تكون مخرجات أي اتفاق رهنا بالدولة السورية و الجيش السوري ، لتبقى الثقة الوحيدة و الأمل الوحيد بإرادة الجيش السوري و الالتفاف حول الرئيس السوري بشار الأسد و مشروعه الوطني و الذي أثبت للعالم أنه الوحيد الذي يقوم بمحاربة الإرهاب ، و هو الضامن الوحيد لرغبات و تطلعات الشعب السوري في محاربة الإرهاب و الفساد و إيصال سوريا إلى الأمان الذي تنشده .