2025-05-10 01:17 ص

يرحلون أم ينتظرون هزيمة مجلجلة

2018-05-07
بقلم: عبد الحكيم مرزوق 
مع انتهاء كل معركة يخوضها الشعب السوري ضد العصابات الإرهابية ومع كل انجاز يحققه بتطهير بعض المناطق من رجس العصابات الإرهابية وترحيلهم إلى ادلب أو جرابلس ترتفع عقيرة بعض الدول الراعية للإرهاب بالتهديدات للحكومة السورية تحت ذرائع كثيرة واهية أصبحت ممجوجة في الكثير من تفاصيلها وخاصة الاتهامات باستعمال السلاح الكيماوي للنيل من سورية وللتقليل من وهج الانتصار للدولة أولاً وللشعب السوري ثانياً الذي شهدناه يقيم الاحتفالات في تلك المناطق بعد خروج العصابات الإرهابية . وإذا كانت الدول الراعية للإرهاب كأمريكا وفرنسا وبريطانيا هي التي تنزعج من تلك الانتصارات وتقلق فذلك ليس بغريب لأن تلك الدول لها تاريخ أسود في التخطيط والتآمر على سورية كونها احتلت بعض أجزاء الوطن العربي وتآمرت ومازالت تتآمر لإسقاط محور المقاومة من خلال الحرب الكونية التي بدأتها على سورية منذ حوالي سبع سنوات ومازالت تخوض تلك الحرب عبر أدواتها في المنطقة حيث كانت تدعمهم بالعتاد والسلاح بتمويل من بعض دول الخليج الذين كانوا أسوأ من تلك الدول الاستعمارية التي نعرف وندرك أهدافها الاستعمارية وأطماعها العدوانية في المنطقة . تآمر تلك الدول الاستعمارية أمر ينبع من طبيعتها ومسألة تآمر بعض دول الخليج في الحرب الكونية على سورية ودفع مئات مليارات الدولارات للقضاء على محور المقاومة وعلى إضعافها فهذا الأمر أصبح يشير بشكل علني وواضح على اصطفاف تلك الدول إلى جانب الدول الاستعمارية حيث أصبحت جزءاً من المؤامرة التي تحاك على سورية وعلى محور المقاومة ، ولعل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القادم من سوق العقارات يوضح وبشكل لا يقبل الجدل الدور الذي تقوم به السعودية بدفع فواتير الحرب الكونية على سورية والأمثلة على ذلك كثيرة حيث وصف السعودية في حملته الانتخابية بالبقرة الحلوب فقد كانت شهيته مفتوحة على النفط الخليجي ووارداته وأخذ مليارات الدولارات عنوة من السعودية التي لم تستطع إيقاف سيل لعابه مما تحتويه خزائنها من ثروات وكلنا يذكر المشهد المهين والمذل الذي عرض فيه الرئيس الأمريكي ترامب خلال لقائه ولي النظام السعودي محمد بن سلمان للوحة كتب عليها المبالغ التي يجب أن تدفعها السعودية مقابل صفقات الأسلحة التي أبرمت بين الطرفين وقال ترامب في ذلك اللقاء :السعودية ثرية جداً وستعطينا جزءاً من هذه الثروة وهو لا يتوانى عن ابتزاز السعودية وسحب مليارات الدولارات بأساليب اللصوص والقراصنة وكلنا يذكر حين أعلن عن انسحاب قواته من سورية ضارباً على الوتر الحساس عند السعودية التي طلبت إطالة أمد القوات الأمريكية فقال لها إذا بقيت القوات الأمريكية فعلى السعودية أن تدفع لقاء بقائها وهذا ما كان .. فقد دفعت السعودية مرغمة ومذلولة للأمريكي الذي يبتزها ويتعامل معها على أنها بقرة حلوب ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ تعدى ذلك ليتوضح أكثر حين أعلن ترامب صراحة أن هناك دول في المنطقة ما كانت لتبقى لولا حماية أمريكا لها ويقصد السعودية وأضاف أن عليها أن تدفع ثمن تلك الحماية ، وحيال ذلك فإن السعودية يبدو أنها اصبحت على طريق إعلان إفلاسها وحينها سيتم ذبحها كما بشر ترامب بذلك لأن وزير خارجية النظام السعودي حاول أن يرمي الكرة باتجاه قطر التي كانت من الدول التي مولت الحرب الكونية على سورية فقد قال الجبير أن على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات الأمريكية في سورية وهذا يعني أن ترامب قد أنهك السعودية بطلباته وسرقة ملياراتها التي ضاقت به ذرعاً فهو جشع لا يشبع وسيأتي يوم يبتلعهم جميعاً ، وكلنا يذكر تصريح حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق في اللقاء التلفزيوني الذي قال فيه بكل وقاحة ودون خجل أنهم اختلفوا على الصيدة ويقصد سورية وأن أمريكا هي التي كانت تعطي الأوامر وهو كان ينفذ الاملاءات التي كانت تأتيه من الإدارة الأمريكية .. إن كل ذلك الصراخ لن يوقف انتصار سورية الذي يتحقق من خلال تطهير المناطق من الإرهابيين يومياً وإذا كان ترامب يتحدث عن سحب قواته فهو سيسحبها راضياً أو مرغماً عاجلاً أم آجلاً لأنه لا يمكن أن يتصور أن تتعرض قواته لأي هزيمة داخل سورية ولأن هذا سيعني سقوطه الحتمي ، ولن تقوى أية قوة بالحلول مكان القوات الأمريكية لأنها ستعود محملة بالتوابيت من المكان الذي جاءت منه وهذا ما أدركته الإدارة الأمريكية واخذت هذا القرار لتفذ بجلدها قبل أن يقع الفأس بالرأس وتورط غيرها بملء موقعها الذي اصبح خطرا عليها ....معركة سورية انتهت والانتصار على الأبواب وما على المحتلين والمتآمرين إلا حمل حقائبهم والرحيل محتفظين بماء وجوههم بدل أن تصبح هزيمتهم مجلجلة بعد فوات الأوان .
كاتب وصحافي سوري