2025-05-10 02:06 ص

الإنتخابات اللبنانية النتائج والعبر

2018-05-09
بقلم: أنور العفرباوي
اذا كانت العملية الإنتخابية في أي بلد، أن مؤداها يقوم على أساس أن إرادة الشعب هي مناط سلطة الحكم، فلعله من المفيد بمكان إستخلاص العبر، من النتائج اللتي أسفرت عنها الإنتخابات النيابية في لبنان. صحيح أن الإنتفاضة العربية اللتي انطلقت شرارتها من تونس، إنما كان من أهم دواعيها هو غياب الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية، لكنه في الوقت نفسه يجب أن لا يغيب عن البال، أن الهم العربي وفي مقدمته القضية الفلسطينية، لم تكن في معزل عن الأسباب الأخرى اللتي أدت لخروج الجماهير إلى الشوارع بصدور عارية في مواجهة أنظمة قمعية، وهي ترفع في الساحات صور وتردد شعارات القادة الخالدين، اللذين قضوا نحبهم ولم يتوانوا حتى الرمق الأخير من حياتهم، في الدفاع عن القضية المركزية للأمة العربية، قبل أن تتلقفها القوى المشبوهة وتحرفها عن مسارها تحت ما سمي "الربيع العربي"! وإذا كانت القوى الصهيونية والغربية الإستعمارية، قد استغلت البعد الطائفي والمذهبي والقبلي، ونجحت إلى حد بعيد خلال ظروف معينة، في توظيفها مجتمعة أو متفرقة هنا وهناك من أجل تمرير مشاريع مشبوهة، فلقد جاءت نتائج الإنتخابات النيابية اللبنانية، حتى ترفض زيف دعواهم ومكرهم، عندما تمكنت الأكثرية من الناخبين على تنوع انتماءاتهم، في ترجيح كفة المقاومة على من سواها، من أجل العيش في غد بحرية وكرامة. وإذا كان خيار المقاومة هو السبيل الوحيد اللذي لا غنى عنه، كما أكدت عليه الأحداث في عرقلة المشروع الصهيوني في سورية، فهلا آن الأوان لأمتنا العربية باعتبارها صاحبة السلطة الحقيقية دون غيرها، أن تستخلص العبر من النتائج اللتي أسفرت عنها صناديق الإرادة الشعبية، عندما تغلبت مصلحة الوطن على ما عداها، وأن تستنهض من سباتها حتى تستعيد حقوقها وكرامتها؟! 
* كاتب فلسطيني / واشنطن