2025-05-09 10:51 م

إنتخابات المجالس الطلابية في الجامعات الفلسطينية

2018-05-10
بقلم : الدكتور ياسر الشرافي 
عودة على بدء تُجرى كل عام إنتخابات مجالس الطلاب في الجامعات الفلسطينية ، حيث تلك الإنتخابات تكتسب أهمية لقياس الرأي العام لمزاج الشارع الفلسطيني إتجاه أحزابه السياسية بعيداً عن أهواء تلك أو ذاك الفصيل ، حيث طلاب العلم هم الحلقة الأسمى لقوة النخبة عند كل فصيل فلسطيني، فالفرق هنا أن من ينظم الإنتخابات هم أناس على درجة عالية من المسؤولية الوطنية ، و ليسوا أصحاب أيدلوجيات تؤمن بالراي الواحد و ليس الآخر ، فتجربة الإنتخابات الطلابية في الضفة الفلسطينية لم تتأثر بالإنقسام الفلسطيني ، حيث تُجرى تلك الإنتخابات بشكل دوري دون إقصاء لأي كتلة كانت حتى لو من حزب الشيطان ، لأن الإيمان بترسيخ مفهوم الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني هو أسمى و أنقى ملايين الأميال من فوز فصيل هنا أو هناك ، و هذا يٌحسب لمن يحافظ على هذا النهج في مجتمعنا الفلسطيني بالضفة ، أما إذا نظرنا إلى المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة فهناك الصورة مختلفة تماماً عما يحدث بالضفة الفلسطينية ، حيث هناك أناس يظنون أنفسهم بأنهم ملائكة أو ربانيين ، فمنذ الإنقلاب الأسود على أنفسهم قبل الإنقلاب على شعبهم لم يتجرؤا على التفكير بالسماح في إجراء إنتخابات لمجالس الطلبة لتلك الجامعات في القطاع لعدة أسباب: أولاً : لإيمانهم المطلق كما كل تيارات الدين السياسي بالمنطقة ، بأن الإنتخابات لمرة واحدة عندما يفوزوا فيها ، أو الإنتخابات مزيفة أو غير شفافة عندما لا يحالفهم الحظ بالفوز . ثانياً: تربيتهم ما بين بعضهم البعض على كره الآخر ، و التشكيك و القدح و التكفير لمن ليست منهم ، أو لمن له رأي آخر في الأمور الدنيوية للمجتمع . ثالثا: غياب الثقافة الوطنية و درجة الوعي النسبي ، بأن الوطن أسمى و أبقى من أي فصيل وٌجد على تلك الجغرافيا الفلسطينية ، بل يؤمنون بالعكس المطلق لتلك الثقافة ، فهنا أتحدى أن يخرج أي عنصر من تلك الأحزاب الدينية أو يفكر أن ينتخب انسان أفضل من قائمة أخرى. لذلك ليست هناك أي جرأة لهم بالسماح لإجراء أي إنتخابات في قطاع غزة ، لأنهم يعرفون النتيجة مسبقاً و ليس لهم تبرير لعدم الفوز في أي إنتخابات قادمة بالقطاع ، لأن هناك ليس من يتهمونه بالتزييف أو عدم الشفافية كما بالضفة الفلسطينية . حيث المجتمعات المتحضرة ترسخ الهوية الديمقراطية حتى تختصر الكثير من متاعب و سلبيات المجتمع و الإرتقاء به إلى الأفضل. فهنا تتبلور إرادة الجماهير بالتغيير اليوم أو بعد عام أو عقد ، حيث معاناة القطاع بدون استثناء حتى يومنا هذا سببها غياب الإنتخابات الفلسطينية و التي هي الغطاء الشرعي لحل تلك الأزمات بعيداً عن حجج البعض و إسطوانته المشروخة عن التآمر و أخواته ، و كأن الشعب الفلسطيني وٌلد يوم ميلاد تلك أو ذاك الفئة و هنا مربط الفرس.....