لا شك أن قراءنا في جريدة الوطن الناطقة باللغة الفرنسية أنهم اكتشفوا الجديد في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وذلك من خلال مقال المفكر الكبير رشيد تلمساني وهذا ليس بجديد علينا.. لأننا نعرف ما يملك هذا المبدع من افكار استراتيجية في المجال السياسي والفكري وحتى التاريخي . لهذا يشرفني أن انقل الى قراءنا باللغة العربية مقتطفات من مقاله الجديد المثير للجدل والذي يحمل عنوان " نهاية أسطورة الدولة الفلسطينية" . بدأ الباحث مقاله بلمحة تاريخية عن استراتيجية اسرائيل لقيام دولتها القوية .. فيقول في هذا الصدد " اسرائيل تعرف جيدا أنه كلما قلت المساحة المتاحة للفلسطينيين ، كلما انخفضت قوتهم إلى حد كبير. إن جوهر المشكلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو فوق كل الحدود الإقليمية وليس بعيدا عن الصراعات الدينية ". وضرب امثلة على ذلك بما قاله " ريجيس ديبريه " ، الذي كتب بعد أربعة عقود من كتابه "ماكسيم رودنسون" ، إن إسرائيل "دولة استعمارية تستمر في الاستعمار والمصادرة والاستئصال". ولئن إسرائيل وجدت صعوبة كبيرة في ضم كل الأراضي الفلسطينية – فإن ذلك يعني أن تحقيق نبوءات الكتاب المقدس غير ممكن في الوقت الحالي " والمعروف أن تحقيق النبوءات يتطلب وجود كامل الأرض الموعودة ". لقد وضع المحلل الاستراتيجي الاستاذ رشيد تلمساني النقاط على الحروف عندما قال " يكشف تحليل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عن هندسة إقليمية استطاعت استغلال الفرص لصالح "الأمن القومي". بعد ذلك ، تقوم إسرائيل بإطلاق أو ضم مساحة معينة أثناء المفاوضات. هذه في الواقع تستند إلى المبدأ ، "ما هو لي هو لي ، ما هو لك قابل للتفاوض". لقد قاد هذا المبدأ التوجيهي جميع مفاوضات السلام تحت قيادة الولايات المتحدة. على أنه تجدر الإشارة الى أنه يُنسب إنشاء الدولة العبرية إلى "المؤامرة الإمبريالية الصهيونية .في الأخير يكشف المفكر دور الاتحاد السوفياتي في خلق إسرائيل إذا يقول " في عام 1947 ، شكلت السياسة السوفيتية نقطة تحول في عملية خلق إسرائيل. وزير الخارجية أندريه Gromyko تعهد رسميا بلاده "سياسة المشاركة". استخدم Gromyko جميع الحيل في الدفاع عن خطة التقسيم. لم يكن الدعم السوفيتي دبلوماسياً فقط. كان أيضا عسكريا . نقلت السفينة تشيكوسلوفاكي ، نورا اسلحة . الحقيقة الواضحة تماما هي إن الفلسطينيين يراهنون على انتفاضة شعبية مستمرة ومتحدة في وجه الاحتلال، والانتفاضة هي وحدها الكفيلة بتفاعل العالم وبالوقوف سدًّا أمام العدوان الإسرائيلي وقرار ترامب المشؤوم .